انزال كردمند / معركة التحدي / معركة في سفر المعارك الخالدة للجيش العراقي الباسل


انزال كردمند

معركة التحدي

معركة في سفر المعارك الخالدة للجيش العراقي الباسل

 


تأتي أهمية هذه المعركة والتي تم تسميتها (تحدي) من خلال العملية الجريئة لم يسبق ان يشابهها في التاريخ العسكري ولم يتطرق لها الاعلام او الكتابات العسكرية او مذكرات القادة سوى ما تم ذكره أن العدو إستطاع السيطرة على جبل گردمند

وتمكن الفيلق الأول من استعادة الجبل بصولة جوية رأسية ! تعتبر هذه المعركة هي فخر طيران الجيش والقوات الخاصة المتمثلة باللواء 65 قوات خاصة وفوج القوات الخاصة الثالث الحرس الجمهوري واسراب المي8 المشاركة وكان اختيار الاسم الرمزي للعملية ( تحدي ) صائباً وواصفاً للعملية لما اتصفت به من شجاعة نادرة وتحدي لجميع الاعتبارات والعوامل المهنية العسكرية .

كذلك إختيار الساعة ١١:٣٠ ظهراً للصولة الجوية خلافاً للمتعارف عليه وهو في الضياء الاول او قبل الضياء الاخير .. اما لماذا الساعة ١١:٣٠ فأننا نعلم ان العدو يترك اعداد قليلة من الحراسات في المواقع الامامية لان قوات العدو لاتنام في الليل بل في النهار ولانها تتوقع هجوماً عراقياً ليلياً..

التنفيذ يوم 28 / تموز / 1983

وصلت التشكيلات لواء ق.خ65 + فوج ق.خ3 ح.ج

صباح يوم 28 تموز 1983 الى معسكر ديانة وتم الأيجاز كما جاء في الخطة اقلعت 4 طائرات نوع BO105 محملة بالصواريخ لقيادة العملية ثم تبعتها طائرات الصولة مي8 وطائرات الإسناد وحسب التوقيتات المقررة وبصمت لا سلكي تام، وكان قرص الشمس قد ارتفع عن الأفق مما لا يؤثر على الرؤيا عند التقرب من الهدف .

تقدمت طائرات الصولة بصمت وترقب لما سيحدث والجميع يحبس أنفاسه ( رهبة الموقف وترقب المجهول ) استمرت الطائرات بالتقرب من الهدف وكانت الدقائق أو اجزائها تمضي والجميع يترقب ماذا سيحدث هل ستفتح نيران العدو المضادة للطائرات على التشكيلات ام كمين قد نصب ؟ الف حساب يدور بخلد المنفذين للعملية التي يلفها الصمت والترقب وقت عصيب لا يمكن وصفه!

اقتربت طائرات الصولة من الهدف بنسق واحد لجميع الطائرات يتقدمها قائد الإنزال وفي المراحل النهائية للهبوط اطلقت جميع طائرات الصولة صواريخها على المنطقة المحددة لهبوطها ترافق ذلك مع كسر الصمت اللاسلكي من قبل امر الجناح وبنداء ( الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر ) وبصوت عالي وكان لهذا النداء الأثر المعنوي والنفسي الكبير لدى المقاتلين

بعد القصف استمرت الطائرات بالتقرب من مناطق الهبوط، وهنا تكمن اخطر مرحلة في العملية، فتكون الطائرات في اضعف الحالات وهدفاً سهلاً للمدافع حيث تكون بارتفاع قليل وهدفاً واضحاً وبدون سلاح للدفاع عن النفس ولا يمكن تقديم اي اسناد، ولا يتمكن الطيار من المناورة لكون سرعته قليلة لذلك يحتاج الى القوة القصوى للمحركات يستخدمها للسيطرة على الطائرة لان ( قوة الرفع تتعامل طرديا مع عوامل الرفع ولكن عامل السرعة يكون طرديا مع مربع السرعة ) فكل ما كانت السرعة قليلة يحتاج تعويضها برفع قدرة المحركات دون تجاوز المحدوديات .

ويستطيع العدو من استخدام سلاحه الشخصي اصابة الطيارين الواضحين امامه. وهنا تكمن شجاعة وايمان وصبر الطيارين (وتحسب كل ثانية من التقرب للهدف وكانه الدهر بكامله! ) بدون امكانية للمناورة او التردد سوى التقدم وبصدور مفتوحة لحين الهبوط وانزال القوة المحمولة (وهي حالة لا يمكن تصورها لكونها خارج المعقول ) .

ولكن العملية كانت مفاجئة للعدو وحين ايقن ان هذه الطائرات ستهبط على مواضعه كانت الطائرات في المراحل الاخيرة فكان رد فعله عشوائيا ومرتبك وغير منظم .

 اعلن قائد إنزال الطائرات اصابة طائرته ولكنه رغم ذلك استمر لحين ملامسته الارض وترجل القوة المحمولة وتوالت نداءات عدد من الطيارين بإصابة طائراتهم بأسلحة العدو ورغم ذلك استمرت التشكيلات وبشجاعة نادرة من اتمام المهمة والعودة الى ديانة حاملين الجرحى من القوات الخاصة الذين اصيبوا داخل الطائرات وحاملين اوسمة الشرف بالإصابات المباشرة لطائراتهم من اسلحة العدو التي لم تمنعهم من حمل الرفعات المتتالية لتعزيز القوة الهابطة على العدو الذي افاق من الصدمة وبدأت نيرانه تتركز على الطائرات الهابطة مما ادى الى خسائر بسقوط عدد منها خلال الرفعات اللاحقة .

التحم ابطال القوات الخاصة بمعركة ملحمية مع العدو وبكافة الاسلحة والرمانات اليدوية والسلاح الخفيف كما وصل الاشتباك بالأيدي المجردة .

مع اشتداد اشتباك القوات الخاصة مع العدو تقدمت طائرات الاسناد المسلحة لتقديم الاسناد الناري في عمق الموضع الدفاعي المعادي ومناطقه الادارية وانفتاح اسلحته الساندة لغرض تحييدها ومنعها من التدخل في المعركة وتدميرها، تم قصف تجمعاته واسلحته الساندة في جبل سرسول شرق جبل گردمند، وجود طائرات الاسناد فوق منطقة الاشتباك اعطى معنويات عالية لقوات الصولة، وبدأت ملامح انهيار العدو ومع نفاذ العتاد وصلت تشكيلات جديدة من طائرات الاسناد،

يفصل بين جبلي گردمند وسرسول وادي بسيط ( غير عميق أو رقبة ) وخلال تبديل تشكيلات طائرات الاسناد انتهز العدو الفرصة وحاول الهروب من خلال الطريق النيسمي بين الجبلين وعند تقرب من قمة گردمند كان العدو في حالة هزيمة وابطال القوات الخاصة فوق مواضعهم الحصينة لوحظ رتل عجلات تزيد عن 20 عجلة تحاول الهروب مستغلة الوادي بين الجبلين المخفي عن الرصد تم قصف الرتل ولكن لم تكن إصابة دقيقة لكون الرتل كان يسير في مضيق لا يمكن استهدافه بالصواريخ التي اطلقت عدد منها والتي فشلت في اصابتها ولكن كانت النتيجة هي توقف الرتل وسارع ركابه لأخلاء العجلات والاحتماء بالعوارض الجبلية، استدعي تشكيل من طائرتي الويت3 العائدة للسرب 30 والمسلحة بالمدفع الجانبي 20 ملم وبعد الدلالة عولج الرتل وبسهولة بواسطة المدفع الرشاش وتم تدميره بشكل كامل مع ملاحقة افراد العدو المنتشرين هناك كل هذا وكانت طائرات الصولة مي8 تواصل نقل القوات الخاصة والاسناد الاداري بنقل مستلزمات ادامة العتاد ومواد التحصين لكردمند.. 




https://www.youtube.com/watch?v=P63HHRhog4I

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي