الفنان والسياسي وعضو المنظمة العربية لحقوق الانسان...بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

الفنان والسياسي وعضو المنظمة العربية لحقوق الانسان

د- فالح حسن شمخي

لم ولن  اجد رفيقا وصديقا عصاميا عمل بجهد ليعيل نفسه وعائلته  كالرفيق ضياء الشمري ، ولم اعرف بدويا مثله وعندما اقول بدويا هنا فانني اعني ما اقول واستند الى مايقوله عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي ،  فالشمري بدويا لحد النخاع في طيبته ومشاكسته وروحه واقتحامه وفنه وابداعه .

التحق في كلية الفنون الجميلة في بغداد قادما من محافظة القادسية التي ولد فيها ، وان كل من عرفه  وله ذكريات معه يؤشر الصفات التي ذكرت اعلاه ،.

تخرج من كلية الفنون بعد ان حصل على شهادة البكلوريوس في مجال الفن التشكيلي (النحت )، الامر الذي دفعه الى حمل شهادته وهمه الوطني والقومي وتاريخ الفن العراقي في مجال النحت الممتد الاف السنين متجها الى اوربا (النمسا ) ، لا اكمال دراسة الماجستير ، وكانت تلازمه في رحلته هذه  اغنية اعتقد للفنانة المصرية شريفة فاضل التي تقول فيها  (على مين على مين ، ان كنت تبيع المية بحارة السقايين)، وهذه الاغنية تشير الى حقيقة وفيها تحدي .

فمثلما تميزت المانيا فالفلسفة المثالية وفرنسا بالفن التشكيلي وروسيا بالباليه وبولونيا في فن الحيل السينمائية فالنمسا امتازت ولها باع معروف بفن النحت ومن هنا وقف الشمري اما تحدي كبير ومشابه الى تحدي بيكاسو الاسباني للفرنسين بعقر دارهم باسلوبه الفني الابداعي  المتميز ومثلما فعل الروائي المغربي ابن جلون الذي تحدى في مجال الرواية في عاصمة الثقافة باريس  .

كانت اغنية حارة السقايين وبيكاسو وابن جلون حاضرة في مخيلة الشاب العربي العراقي الشمري البدوي بالاضافة الى ارثه السومري  والبابلي والاشوري


دخل الشمري الحياة في النمسا متميزا وزاد تميزه الجهد والمثابرة والعمل المضني حتى اصبح ركن من اركان الفن النمساوي في مجال النحت الامر الذي جعله متميزا واسندت له مهام في هذا المجال على المستوى الوطني .

كان عليه ان يعود الى العراق كما فعل الفنان جواد سليم وفائق حسن وخالد الرحال ، لكنه لن يفعل وذلك بسبب ارتباطه بشريكة حياته ان اولاده ، المراءة النمساوية التي لها حضور مميز في كل نشاطات الجالية العراقية والعربية ، ولكونه بدوي وينطبق عليه قول الشاعر ( يهب العشق فينا في المهند وتبدأ الرسل )، فقد تزوج وقرر البقاء في النمسا.

فمالذي حصل لهذا الفنان المبدع ؟ سحبت منه الجنسية العراقية بسبب حصوله على الجنسية النمساوي ، فالفنون العراقي يمنع ازدواجية الجنسية وحراء ذلك فقد فقد كل مايمكن ان يعتمد عليه ماديا ومعنويا في حالة قراره بالعودة الى للعراق وقد استمر الامر  حتى بعد تعديل القانون والسبب في ذلك هو انتماءه الوطني والقومي وصوته الذي يصدح في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وهو يقول كلمة الحق ويدافع  عن حقوق الانسان في الوطن العربي والعراق.

للفنان ضياء الشمري الكثير من الاعمال النحتية الابداعية وله مشاركات في معارض لفن النحت بصحبة المشاهير من الفنانيين والاساتذة المبدعين والمشاهير في النمسا واوربا.

والسؤال هو متى تنتبه الدولة لمبدعيها في الخارج ، ومتى يرتقي النقاد المتخصصين بالقيام بمسؤولياتهم في العراق والوطن العربي لمبدعيهم ونتاجهم الابداعي ؟

اعتقد ان مصير الفنان ضياء الشمري سيكون كمصير الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي البصير  و عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي والدكتور مصطفى جوادوالناقد الادبي  علي جواد الطاهر ، بالمناسبة قام القزم( الصغير ) عمدا على جرف حتى قبور هؤلاء المبدعين  في مقبرة جامع براثة بحجة شق طرق ، وكان مقررا ان تمر هذه الطرق على هذه القامات العراقية الباسقة.

الموضوع على صفحة ( الكلمة الوطنية العراقية ) في  الفيسبوك

https://www.facebook.com/102403188031975/posts/204714067800886/

 14-12-2020

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي