١١ آذار ١٩٧٠ يوما تاريخيا للعراق وللاكراد وكوردستان./ بقلم سيروان انور بابان
١١ آذار ١٩٧٠ يوما تاريخيا للعراق وللاكراد وكوردستان.
سيروان انور بابان
في البدء نتقدم بازكى التهاني والتبريكات لشعبنا العراقي والشعب الكردي في هذه الذكرى المهمة في تاريخنا والتي شكلت نقطة تحول مهمة في تاريخ كردستان .
عند قراءتي والتعمق في تاريخ حقوق الاكراد كقومية حالها حال باقي القوميات في العالم الجغرافي الكبير والذي تجاوز ٨ مليار نسمة ،لم اجد قومية ذات تاريخ وثقافة ولغة خاصة بها مضطهدة كالقومية الكردية على وجه الارض . واضطهدت منذ فجر التاريخ وازداد اضطهادها يوم ولد من بطون امهات هذا القوم رجالا اشداء وذوي كرامة لايرتضون بالذل والمهانة .ومنهم انجبت ام كردية مسلمة القائد العظيم خليفة المسلمين صلاح الدين الايوبي الذي حرر ارض فلسطين العربية و القدس الشريف وقاد معارك التأريخ تحت لواء الامة الاسلامية انذاك ليقضي على الاحتلال الغربي والذي اطلق عليه في التاريخ بالاحتلال الصليبي وعلى راسهم بريطانيا وفرنسا .
وانه فخرا للاكراد وارض الرافدين ان يكون محرر القدس منهم .
والنقطة الثانية اصبح بلاء عليهم منذ ذلك التاريخ ،بعد ان تعمقت في صفحات التأريخ الغربي والصهيوني عبر اجيالهم ان هذا القوم ذو بأس شديد، وعندما سنحت الفرصة لاحتلال جميع اراضي الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية وانتهى وجودها ،غدرت بريطانيا وفرنسا اولا وساعدتهم في ذلك الغدر،ايران والاتاتوركية التركية بالاكراد ،وقرروا عدم جواز تشكيل دولة كردية قالها بعض القادة البريطانيين ، ( لانريد لهؤلاء دولة حتى لاتنجب قائدا اخر يحرر القدس مرة اخرى) ..
وانا اضع اعدام الرئيس الاسبق صدام حسين واجتثاث حزب البعث احد تلك الاسباب ،لانه تبنى ضمن ادبياتهم ضمان الحقوق القومية والجغرافية والسياسية للاكراد وطالب بوحدتهم ليكونوا دولة ،وقالها الرئيس الراحل صدام حسين في احد اجتماعات مجلس قيادة الثورة ( ليس لدينا اي مانع ان يكون للاكراد دولة بشرط ان تناقش ضمن الاربع دول التي فيها اكراد ،اليسوا هم شعب وقومية ولهم تاريخ ،،وقال باللهجة العراقية وشكو بيها وليش ميصيرون دولة ) وبحضور جميع اعضاء مجلس قيادة الثورة العراقي .
ماقاله لايتصور البعض انه كلاما عابرا وساذجا بالنسبة لدوائر السياسة العالمية والاقليمية وتحديدا بريطانيا وامريكا تركيا وايران ..
فكانت ذات المؤامرة وذات المشاركين فيها في عام ١٩١٩ ،شاركوا فيها من جديد لينهوا النظام ويحتلوا العراق ويعدموا الرئيس ويجتثوا الحزب الذي يضع ويثقف ضمن ادبياته الى وحدة الشعوب ان كانت وحدة الشعب العربي او وحدة الشعب الكردي ككل ،،، ورغم جميع الاحداث والحروب التي حصلت بين الحكومة في بغداد والحركة الكردية والتي تمثلت انذاك بالحزب الديمقراطي الكردستاني وتلاه تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ،لكن بيان ١١ آذار التاريخي والذي منح جميع الحقوق التي طالب بها الاكراد يعتبر بيان تاريخيا مهما في تاريخ المنطقة والعراق والعالم وثبت في تاريخ الوقائع العراقية ،ومازال الاكراد يحتفلون بهذا النصر والمنجز التأريخي .
وجاء صدور بيان الحكم الذاتي للأكراد أو بيان / ١١ آذار ١٩٧٠ / بعد اتفاقية واصبحت قرارا ملزم التطبيق والتنفيذ كلياً بين اللجنة التي عرفت بلجنة السلام التي شكلت من الطرفين ومثل الحكومة المركزية وزير الخارجية انذاك الاستاذ مرتضى عبد الباقي الحديثي ومعه مجموعة من قيادة الدولة مدنيين وعسكريين ، ومن جهة الحركة الكردية الزعيم الملا مصطفى البارزاني ومعه القادة السياسيين ومن بينهم السياسي المعروف محمود عثمان وكذلك السيد مسعود بارزاني والسيد ادريس بارزاني وتكللت المفاوضات بصدور البيان في / ١١ آذار ١٩٧٠ / وفيها اعترفت الحكومة العراقية ولاول مرة في التاريخ بالحقوق القومية للأكراد مع تقديم ضمانات للأكراد بالمشاركة في الحكومة العراقية واعراف رسمي بجغرافية المنطقة واطلق عليها في البيان ( كردستان ) للحكم الذاتي في نص البيان وتستخدم المفردة اينما جاءت في الكتب الرسمية وتكون اللغة الكوردية اللغة الرسمية الاولى في منطقة كردستان للحكم الذاتي واللغة العربية لغة ثانية ،وفي المناطق العربية تكون اللغة الكردية لغة ثانية ،ويكون التعليم في والثقافة والاعلام في كردستان باللغة الكردية وجميع المؤسسات باللغة الكردية في مخاطباتها وعند المخاطبات الى بغداد معززة باللغة العربية ، وتدرس مادة اللغة العربية في محافظات كردستان وتفتح مدارس عربية ايضا ،وكذلك تدرس مادة اللغة الكردية في جميع مدارس المحافظات الاخرى خارج كردستان وهذا ماحصل فعلا باتت مادة اللغة الكردية تدرس في الرابع الاعدادي .
واعتبر هذا المنجز الوطني انجازا تاريخيا سجل للطرفين ..
لكن يبدو لم يرق لدوائر الغرب المتصهين لتتحرك دوائرهم الاستخبارية على ايران ويكون هذا السبب احدى اسباب الحرب على العراق ،البعض يقول لا،،لكن نحن نؤكد ذلك ،وما يحصل من ايران بعد ٢٠٠٣ وتهديداتها المستمرة وقصفها المستمر لكردستان دليل قاطع على ذلك ،وتركيا كذلك ودخولها واحتلالها مناطق واقامة معسكرات تحت حجة مطاردة البي كا كا وهم ايضا معارضة كردية ،لكن الهدف واضح يريدون اجهاض تجربة الحكم الذاتي لكردستان او مااطلق عليها بعد ٢٠٠٣ بالاقليم الفدرالي .
وهم ارعبوا من تجربة الحكم الذاتي لكردستان العراق ،لانها تهدد كيانهم الجغرافي ،حيث في ايران مساحة واسعة لكردستان واكثر من ١٠ مليون مواطن كردي مضطهد ،وكذلك في تركيا مساحة كبيرة جدا واكثر من ٢٠ مليون مواطن كردي فيها ، وسوريا ايضا فيها مساحو كبيرة واكثر من ٢ ونصف المليون مواطن فيها ..والغريب ان هذه الدول الثلاثة شكلت عداءا تاريخيا للعراق بعد بيان الحكم الذاتي،،وساهم النظام السوري بالحرب على العراق من خلال وقوفها مع نظام ملالي طهران ابان الحرب العراقية الايرانية.
وجب التذكير بنص البيان التاريخي والذي صدر في ١١ آذار ١٩٧٠ في زمن حكم الرئيس الراحل احمد حسن البكر ، وزعيم الحركة الكردية الملا مصطفى البارزاني
الرحمة والخلود لشهداء العراق جميعا
الرحمة والخلود لشهداء الشعب الكردي .
الرحمة والخلود لجميع القادة في بغداد وكردستان الذين ساهموا في هذا المنجز العظيم .
نص البيان بدون تحريف في الرابط الالكتروني ادناه
وكذلك صفحاته المصورة
التاريخ يسجل كل شيء
https://online.anyflip.com/rnvg/rfgu/mobile/#p=12
Reacties
Een reactie posten