الاكراد رفعوا السلاح بانتفاضة مسلحة ضد الاحتلال البريطاني للعراق عام ١٩١٩./ بقلم سيروان بابان
الاكراد رفعوا السلاح بانتفاضة مسلحة ضد الاحتلال البريطاني للعراق عام ١٩١٩.
بقلم / سيروان بابان
بعد اكتمال الاحتلال البريطاني للعراق وبدات بوادر توزيع جغرافية التركة العثمانية ، وبدات معها بوادر باستبعاد منح الحقوق القومية للاكراد عندما قسموا المنطقة بل بدات بوادر تقسيم منطقة كردستان الى اربع مناطق . بدات معها الانتفاضة المسلحة في السليمانية تحت قيادة الشيخ محمود الحفيد البرزنجي رحمه الله ، وذلك في ٢٠ آيار عام ١٩١٩ بعد ان اغارت واستولت قوات الانتفاضة على احدى مقرات ومفارز لجيش الاحتلال البريطاني قرب حدود السليمانية وتم اسر عدد من جنود الاحتلال وبينهم ضباط وتم قتل البعض منهم لمحاولتهم التصدي للمنتفضين انذاك ، ومنذ ذلك التاريخ اصبح الشيخ محمود الحفيد مطلوبا للقوات البريطانية المحتلة ، وفي المقابل اصبح هو سيد الموقف الحاكم في السليمانية وماحولها واعلن من ذاته بعد التشاور مع بعض قيادات العشائر اعلان الاستقلال من طرفه ومقر الاستقلال السليمانية واصبح حاكما على جميع المناطق التي تقع تحت سيطرتهم .
وقد شكل اول حكومة لادارة شؤون الشعب .
واصدر او ل صحيفة تحت عنوان ( روژي كوردستان ) .
وكانت الحكومة التي شكلها تحت رئاسة شقيقة الشيخ قادر البرزنجي واطلق عليه بالقائمقام .
وعين المسيحي عبدالكريم علقة وزير للمالية
والحاج مصطفى باشا وزيرا للتعليم
وصالح زكي بك قائدا عاما للجيش
وفي ذات الوقت في نيسان عام ١٩١٩
كانت قد اندلعت انتفاضة مسلحة كردية اخرى في مناطق زاخو وبارزان من جميع العشائر هناك تحت قيادة الشيخ احمد البارزاني واستمرت بمعارك ضارية ضد المحتل وتم تحرير الكثير من المناطق وصولا الى حدود الموصل وقتل فيها عدد من الجنود والضباط البريطانيين ودارت معارك ضارية حتى استخدمت فيها جميع الاسلحة بمافيها الطائرات ضد قوات الثورة الكردية وبعد نفاذ ذخيرة الثوار ولعدم وجود دعم بالاسلحة اضطروا للانسحاب للجبال القريبة من زاخو وبارزان وكانت تعتبر انتفاضة موازية لانتفاضة الشيخ محمود الحفيد البرزنجي.
جن جنون المندوب السامي والقيادة البريطانية في انكلترا على مايحدث في كردستان فاعطيت الاوامر بشن الحرب على الشيخ محمود والشيخ احمد وعلى جميع المناطق المنتفضة ..فانطلقت قوات الاحتلال من محاورا على السليمانية ومثلها انطلقت ضد انتفاضة الشيخ احمد البارزاني .
وتحركت ضد السليمانية من عدة من محاور ومنها من كلار ومن جنوب كركوك لان كركوك انظمت لثورة الشيخ محمود الحفيد البرزنجي .
بعد معارك ضارية ضد كركوك استخدم الاحتلال الطائرات والمدفعية الثقيلة ضد المنتفضين انذاك وبعد اسبوع من المعارك ولعدم وجود الدعم العسكري للمنتفضين انسحب قوات الانتفاضة من كركوك باتجاه منطقة بازيان وطاسلوجة واحتلت بريطانيا كركوك كلها .
ودارت معارك ضارية في طاسلوجة وقتل عدد كبير من قوات الاحتلال وكذلك نفذت ذخير القوات المنتفضة الكردية وقتل عدد كبير منهم وجرح الشيخ محمود الحفيد في هذه المعركة التاريخية وشواهد المعركة مازالت موجودة في طاسلوجة .
وتقدمت القوات المحتلة لتحتل وتسيطر على السليمانية وقتلت كل من وقف بوجهها انذاك واكتمل احتلال السليمانية في ٣ آب ١٩١٩..وتم الحكم على الشيخ محمود بالاعدام .وبعدها بسبب الضغط الشعبي خفف الحكم الى المؤبد وتم نفيه ١٠ سنوات الى الهند.
وكان قد اعترف الضابط المندوب السياسي البريطاني ، بأن الانتفاضة الكردية قد وجهت ضربة موجعة وأليمة الى النفوذ البريطاني في كردستان واعطت حافزا لقيادات كردية اخرى بالانتفاضة على الاحتلال البريطاني .
هذه الانتفاضة الكبرى والتي لم يقف معها انذاك احدا ولم يكن لها دعما اقليميا ودوليا كانت احدى اهم اسباب عدم منح الاكراد استقلالهم حالهم حال القوميات الاخرى المجاورة وتعتبر عقوبة ابدية للقومية الكردية ومازالت هذه العقوبة مستمرة ..
فلا تأمنوا لوعود المحتل ابدا فهو غادر خبيث ..
الرحمة والخلود لقادة ومقاتلي تلك الانتفاضة العظيمة واسكنهم فسيح جنانه .
والخزي والعار لكل محتل مهما كانت جنسيته.
صور
الشيخ محمود الحفيد البرزنجي رحمه الله
الشيخ أحمد محمد البارزاني رحمه الله
برده ي قاره مان ( صخرة البطل )
تبعد هذه الصخرة ٣٥ كم عن غرب السليمانية و تقع على طريق سليمانية – كركوك على سفح جبل دربند بازيان، حيث سجلت ملحمة مقاومة الشيخ محمود الحفيد ومقاتليه ضد للاحتلال البريطاني والتي وقف محتميا بها للدفاع عن كردستان حتى تم اصابته واعتقل .وقد بات هذا الموقع على مر الايام موقعا سياحيا تاريخيا وثق بطولات الانتفاضة الكردية ضد المحتل.
Reacties
Een reactie posten