تشرين شهر الاله (شمش) بقلم د - فالح حسن شمخي

تشرين شهر الاله (شمش)

د - فالح حسن شمخي

عند مراجعة التقويم الاكدي في الحضارة العراقية القديمة يتبين لنا ان شهر تشرين الاول هو رمز الاله (شمش ) ، الذي يعد بطل كل العالم في نظر أبناء العراق ، وتشرين الثاني يرمز الى الاله (مردوخ)، الذي يعد اكثر الآلهة حكمة ، ومابين البطولة والحكمة يتحرك أبناء العراق في ثورتهم الشبابية المباركة.

شهر تشرين هذه السنة ٢٠١٩م يعد  انطلاقة أبناء العراق لاستعادة روح الاجداد ولاستعادة وطنهم (هويتهم الوطنية)، ليس في ساحات وطرقات التضحية والفداء والتحرر فحسب بل في كل المجالات  ، حيث نجد ان  الجود بالنفس يتقدم على التلاحم البطولي بين سائق (التكتك) والطبيب والأكاديمي والفنان التشكيلي الذي حول كل ماهو كئيب ومعتم الى لوحة فنية تحاكي العراق الجميل ، ونزول المراءة العراقية المتميز وبقوة وتلاحمها مع اخيها الرجل في ارقى وأسمى وأعف وأشرف صورة ، الصورة آلتي شوهها ذيول ايران في سنين هيمنتهم العجاف.

ينطلق في تشرين اسود الرافدين ليحققوا الانتصارات المتتالية في كرة القدم و التي تحاكي انتصارات ثوار تشرين الشباب و تحاكي انتصار الدم على البندقية في ذي قار والنجف والبصرة وبغداد وميسان ، بعد كل انتصار يتم اهداء الفوز للعراق ولشباب الثائر .

يحقق بطل الملاكمة العراقي فوزا مشرفا على ملاكم إيراني ،يهدي فوزه للعراق  ولثوار العراق الشباب وكذلك الامر مع الأبطال الآخرين في كل مجالات الحياة  ، انها والله ملحمة تشرينية أكدية رائعة.

اخرها وليس اخرها فوز الفلم السينمائي العراقي (شارع حيفا ) في مهرجان القاهرة الدولي بدورته ٤١ ، كافضل ممثل للمبدع علي ثامر ، يتسلم الجائزة مخرج الفلم الرائع مهند حيال ، ابداع مهند بالاضافة الى الفلم كانت كلمته الجزلة الموجزة والمعبرة وهو يهدي الجائزة لشباب الثورة لشهداء الناصرية والنجف وكربلاء وبغداد.

تشرين العطاء تشرين العراق ملحمة تاريخية تؤكد ان الشعب الذي قدم الأبجدية والقانون والعجلة للعالم شعب حي يكبو لكنه ينهض من كبوته اكثر قوة وعزيمة  ، شعب معطاء ، شعب باسق وشامخ كنخيل العراق ، شعب يعيد  لنا امجاد حامورابي ونبوخذنصر  والحارث الشيباني وسعد ابن ابي وقّاص وبطولات القادسية الثانية يعيد لنا أنشودة (ياحوم اتبع لو جرينا).