شباب تشرين طليعة شعبية ثورية بقلم د-فالح حسن شمخي
شباب تشرين طليعة شعبية ثورية
د-فالح حسن شمخي
ما هو التعريف العام للشعب ، وما هي واجبات وحقوق الشعب ؟
إن التعريف العام للشعب هو ـ ( مجموعة من الأفراد أو الأقوام يعيشون
في إطار واحد من الثقافة والعادات ضمن مجتمع واحد وعلى أرض واحدة، ومن الأمور
المميزة لكل شعب هي طريقة تعاملهم وشكل العلاقات الاجتماعية التي تتكون في مجتمعات
هذا الشعب )
.
وهناك تعريف أخر للشعب يستند إلى الفكر الماركسي مفاده ـ ( الشعب هو
جميع الطبقات والفئات الاجتماعية التي لها مصلحة في تطور المجتمع من المرحلة
القائمة من التطور الاجتماعي إلى مرحلة أعلى ) .
أما التعريف الألماني للشعب فهو ( الشعب العضوي هو الشعب الذي يترابط
أعضاؤه ترابط الأجزاء في الكائن العضوي الواحد والذي تربطه رابطة عضوية بأرضه
وتراثه )
.
اما المفهوم السياسي العلمي للشعب هو :( الشعب هو الجماهير الواعية
المكونة تكوينا سياسيا والمنظمة للعمل المؤهل والمسئول والمنضبط ، والشعب ليس ـ
سديما ـ ضائعا بلا حدود وبلا تنظيم وبلا إطار ، الشعب هو بالضبط الحركات السياسية
التقدمية الملتزمة بالجماهير ، وهذه الحركات هي التعبير المباشر الواعي عن مطامح
الجماهير الشعبية ) .
إن لكل شعب من الشعوب أفراد يتفردون في تشخيص القوانين المحركة
لواقعهم المعاش ومن ثم يجدون في البحث عن واقع بديل أفضل وهؤلاء هم الطليعة وهنا
لابد من معرفة ماهية الطليعة ومن هم الطليعيون وما هي صفاتهم وهل هناك علاقة بين
الطليعة والشعب؟
حينما نقول طليعة الجيش نعني مقدمته التي تتقدمه في تنفيذ المهام
المناطة به ومن هذه التسمية جاءت كلمة الاستطلاع والاطلاع ، أما كلمة الطلاع ،
طلاع الثنايا التي تعني المجرب بالأمور ، والمطلع هو اسم للزمان والمكان من الطلوع
أي الظهور ، والاطلاع هو المعرفة بحقيقة الأمر.
وحينما بشر نبينا الكريم محمد صلوات الله علية بالدين الحنيف بدأ
بالطليعة التي صدقت وآمنت بما جاء فيه لنشر رسالة الإسلام ولم يبدأ بعامة الناس
أولا ، وقبل الإشهار بالدعوة كان نبينا العظيم ( ص ) يعمل على رفع مستوى الطليعة
الفكري والنفسي والخلقي لكي يكونوا مؤهلين للريادة مستندا إلى ما جاء به الوحي ،
ومن هنا كان عمار بن ياسر وأسامة الرومي وبلال الحبشي وغيرهم رضوان الله عليهم
رموزا خالدة في التاريخ العربي الإسلامي ، لأنهم كانوا طليعة الدين الحنيف.
ومن هنا فان الكلام المجرد عن الشعب الذي يتشدق فيه البعض هذه الأيام
بهدف التقليل من شأن العلاقة التفاعلية بين الطليعة والشعب و تحت شعارات مختلفة
ومنها ( لا حزبية ولا أحزاب ) معتمدين على ما تفرزه التجربة الفاشلة التي تجسدها
الأحزاب والمنظمات التي جاءت تحت عباءة المحتل ، يجب أن لا يحجب أنظارنا عن
المضمون العملي من علاقة الطليعة الشبابية لثوار العراق بالشعب ، ولكي نتجنب الخطأ ، ولكي لا نضيع في
الكلمات يجب أن نشخص هذا الشعب ، من هو وما هي علاقته بالفئة الطليعية.
إن من الأمور المؤسفة والمثيرة للدهشة في نفس الوقت هو أن يكفر البعض
من الناس بالعمل الحزبي مستغلين كلمة الشعب المجردة بغية التبشير بدعوتهم التي
تستهدف الأحزاب والحركات الثورية التي امن الشعب بها والتي هي صاحبة المصلحة
الحقيقية في المقاومة التي تهدف إلى تحرير الأرض والشعب ، وتؤمن بان الأداة
العملية والتطبيقية لهذا هو الشعب.
فالطليعة هي روح الشعب وبدون هذه الطليعة تتحول إرادة الشعب إلى مجرد
مواقف سلبية منفعلة ، وعندما تتحول إرادة الشعب إلى مجرد موافقة سلبية اتجاه أي
عمل يكون العمل الجماهيري مجرد واجهة ليس لها مضمون ، فالرغبة بالتغيير أسهام
ايجابي في العمل المقاوم وليس موافقة سلبية.
على الطليعة الثورية أن تضع نصب عينيها الفئات الشعبية التي يتوجهون
إليها فهو ليس بديلا عنها بل هو الذي يتحمل المسؤولية وهو الذي يثبت وجوده في كل
المواقف المسئولة ، والمواقف المسئولة دائما وابدأ تتوخى مصلحة الشعب وهذه المواقف
لا تفرض عليه وإنما هو الذي يفرضها من خلال الوعي والالتزام والنضال.
وحتى يكون الطليعي طليعيا عليه أن يكون ايجابيا ، منفتحا على الشعب ،
متعاونا معه ، يعرف ماذا يريد ، ويعرف كيف ومتى يريد ، يعرف أهدافه ويعرف الوسائل
التي يستخدمها في سبيل الوصول إلى هذه الأهداف ويفرق بين المرحلي والاستراتيجي ،
وان لا يكون الطليعي مغامرا ، عليه أن يكون ملتزما بقضايا الشعب العادلة بالتحرر
والعيش الكريم ..
Reacties
Een reactie posten