الخطاب في عصر وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة بقلم د ـ فالح حسن شمخي
الخطاب في عصر وسائل الاتصال
الاجتماعي الحديثة
د ـ فالح حسن شمخي
وسائل التواصل الاجتماعي ، تويتر ، الفيسبوك ، اليوتوب ، متاحة اليوم
للكل ، والكل هنا ، {من الغفير الى الوزير } ، كما يقول اخوننا في مصر العربية ،
وسائل التواصل الاجماعي لم تسال المستخدم ، من انت ؟ ولايهمها ان كان عالما
اوجاهلا ، وهنا تكمن الخطورة ، فالجاهل يستخدمها كسلاح دمار، عبر رسائله التي يوجهها الى الجمهور ، وعلى العكس من
الجاهل يستخدمها العالم ، وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تخلط بين {الحابل
بالنابل} ، كما يقولون ، وتحول الباطل الى حق وبالعكس.
وسائل الاتصال
الاجتماعي الحديثة ، هي وسيلة لنقل الافكار والمعلومات بين المرسل والمرسل اليه
{المتلقي} ، واهم شيء في هذا الاتصال هو الرسالة ومحتوى الرسالة ،الرسالة تنقل
افكار وتوجهات ومستوى المرسل الثقافي
والاخلاقي ،وكما يقولون ،{ الاناء ينضح مافيه} ، ياتي بالدرجة الثالثة في
هذا الاتصال اذا اعتبرنا ان المرسل هوالمستوى الثاني من حيث الاهمية ، فالمتلقي
الذي يستقبل الرسالة هو من يفك رموزالرسالة
، ويترجمها ، ثم يحللها ويفسرها ليصل الى مايقصده المرسل ، وهنا لابد ان
نشير الى ان الكلمات ، والايماءات ، ونبرة الصوت ، تساعد المتلقي في تفسير الرسالة
، والمثال على ذلك الحركة الجسدية للصدر في حواره على قناة الشرقية وهو يتحدث عن
ثورة تشرين الشبابية ، حركة جسده نقلت
اكثر من رسالة عجزت الكلمات عن نقلها ، ونتمكن من القول جازمين بان هذه الحركات
كانت معاكسة للكلمات في الكثير من الاحيان.
استنادا الى ماتقدم فان المرسل اليه {المتلقي } ، وبعد تفسير الرسالة الموجة اليه ، يرد على هذه
الرسالة بطريقتين اولها رد فوري واني ،
وفي الكثيرمن الاحيان يكون هذا
الرد انفعالي ولايقبل من الجمهور ،
والرد هذا ياتي عبر نفس وسيلة الاتصال ، فماشاهدناه على اليوتوب والذي ظهر
به علينا عبر اليوتوب ، عراقي من امريكا وهو يتحدث عن معلومة وصلت اليه من مجهول
يعمل بالخط الاول لحماية شهيد الحج الاكبر، يقول هذا المجهول ، ان مقتدى الصدر
{تغوط وبال } ، خوفا وهوينتظر مقابلة
الشهيد ، الرد هذا هو رد غير مدروس لانه انفعالي وبالتالي كان مقرفا ، ولاينسجم مع
الذوق العام ، وبالتوازي مع هذا نرى ان
الدكتور العقابي ، الذي حلل وفسر رسالة الصدر وبهدوء ، رد بشكل مثير للاعجاب وبلغة يفهمها ابناء
العراق بشكل جيد.
على المرسل والمرسل اليه ان يكونوا حاذقين واخلاقيين في تحديد الهدف الذي يقف وراء الرسالة ، فاذا
كان الهدف تنويري همه خدمة الناس ونصرت الحق ودحض الباطل فهذا يدلل على ان المرسل
هو انسانا مثقفا ولديه اخلاق ويستقبل المتلقين رسالته بكل احترام ، اما اذا كان
الهدف من وراء الرسالة هدفا تسقيطيا ،
يعتمد اللغة السوقية ، فالامر لايقبله الخيرين،
وان قبله البعض فان هذا البعض {يرى الناس من خلال نفسه } ، وبالتالي فان
هؤلاء يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تثير العداء والبغضاء وهي اشد فتك
من اسلحة الدمار ومن يستخدمها بهذا الشكل
يعبر كونه شرير ، داعشي ومليشاوي ، لاصلة له بالاخلاق والفهم الانساني للحياة.
ان للاتصال والخطاب له عدة انواع
منها :
1 ـ الاتصال الذاتي ، { الاتصال الذاتي: يعتمد بشكل
كلي على الفرد، إذ إنّه يكون المرسل والمستقبل في الوقت ذاته، ويكون المخ هو وسيلة
الاتصال، ويستخدم الفرد هذا النوع من الاتصال بشكل كبير؛ حيث إنّ قراراته اليومية
يتم اتخاذها بناءً على المعلومات التي تأتيه من حواسه، ويحدث ذلك نتيجة مخاطبة
الفرد لنفسه حول شيء معين مثل امتحان أو مقابلة أو اجتماع، وهو من أكثر أنواع
العمليات الاتصالية استخداماً. }
2 ـ الاتصال الشخصي ، { هو الذي يحدث بين شخصين بشكل مباشر، وفيه يتم
استخدام الحواس الخمس، كما أنّه من أفضل أنواع الاتصال لأنّه يسمح بمعرفة تأثير
الرسالة في الوقت نفسه، وهذا يساعد المرسل على تعديل رسالته وتوجيهها بشكلٍ أفضل،
كما أنّه يتيح الاتصال الشخصي الفرصة أمام تكوين صداقة وعلاقة بين الأشخاص }.
3 ـ الاتصال الجمعي ، { هو الذي يحدث بين مجموعة من
الأفراد، ويكون بين أعداد كبيرة بهدف حل المشكلات أو اتخاذ قرارات، ويمكن أن يكون
الاتصال الجمعي بين مرسل واحد وعدد من المستقبلين مثل خطبة الجمعة. الاتصال
الجماهيري: فيه يكون المستقبِل جمهوراً مكوّناً من عدد كبير وغير متجانس من
الأفراد المتباينين في مستواهم الاجتماعي، والثقافي، والمهني، وغير قادرين على
الاجتماع في مكان واحد بطريقة منظمة لاتمام الاتصال بينهم بشكل مباشر، وفي هذا
النوع من الاتصال لا يمكن أن يعرف المرسل جميع المستقبلين بينما يعرف جميع
المستقبلين المرسل، ومثال على ذلك: التلفزيون، والراديو، والإنترنت، والصحف،
والكتب، كما يفتقد الاتصال الجماهيري إلى التغذية الراجعة إذ تكون قليلة جداً أو
معدومة }.
ان وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة هي نعمة انعمت فيها علينا
التكنلوجيا الحديث وعلماء يستحقون منا كل الاحترام والتقدير ، فعلينا استخدامها
بشكل اخلاقي والتحدث من خلالها استنادا الى قول الله تعالى { ادعُ إِلى سبيل ربك
بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضل عن سبيله
وهو أعلم بالمهتدين} .
ان التحدث بالاقناع يؤدي
حتما الى كسب مواقف ايجابية من المتلقين ،
والتحدث بالاقناع هو مهارة تعبر عن ان المرسل له المام بموضوع رسالته بشكل جيد
، ولديه معلومات مفيدة تثير حماس المتلقي ، فالمرسل االمخلص المؤمن
بموضوعه يثير حماس المتلقي واهتمامه ، ومن خلال ذلك يولد استجابة ايجابية لدى المتلقي
وبالتالي تبني موضوع الرسالة واحترام المرسل الذي يقود الحوار وتعريف القيادة هو :
{عملية تفاعل بين قائد ومجموعة من الناس في موقف معين يترتب عليها تحقيق أهداف
مشتركة والقيام بإجراءات فعالة لتحقيق تلك الأهداف}.
5-3-2020
Reacties
Een reactie posten