أَلسياسة ألثورية ومعضلات ألتنظيم/ بقلم ... أَ . د . أَبو لهيب

أَلسياسة ألثورية ومعضلات ألتنظيم

أَ . د . أَبو لهيب

إِنَّ تطبيق أَهداف أَلحِزب مِنْ ألوحدة والحرية والاشتراكية ، لاتقيد يديها مِنْ تطبيق الديمقراطية ، ولا تقيد نشاطها بِأي مشروع أو اسلوب يوضع سلفاً مِنْ مشاريع أو أساليب النضال السياسي ، فهي تعترف بجميع وسائل النضال على أَنْ تتلائم مع قوى الحزب الواقعية .   

على الرغم مِنْ أَنَّ الاشكال التنظيمية قد يكون لها أحياناً تاثير مستقل على السياسة إِلاَّ أَنها ويجب أن تكون تابعة للسياسة ومشتقة مِنْ طبيعة المهام السياسية للحظة وللمرحلة كما ينبغي ، إِنَّ طابع التنظيم لكل منظمة يحددهُ بصورة محتومة مضمون نشاط هذه المنظمة ، ومِنْ هنا تختلف وتتباين الهياكل الداخلية للاحزاب السياسية المختلفة ، هذه القاعدة هي المرشد الاول للثوريين الذين يسعون مِنْ أجل بناء الحزب الثوري .                                                

فالحزب الثوري يتأسس على فرضيتين  أولهما إِعتمادها على القاعدة مِنْ العمال والفلاحين وصغار الكسبة وكافة الثوريين العسكريين والمثقفين ، الباب الاول – المبادئ الاساسية – المادة الثانية .    

والثانية إِنَّ الافكار السائدة داخل أَي مجتمع هي أفكار الطبقة السائدة . معنى الافتراضين ببساطة أَنْ على مثل هذا الحزب أَنْ يحارب مِنْ أَجل سلطة الشعب مِنْ أَسفل ، مِنْ أَجل تاسيس سلطة المجالس المحلية ( مجالس الشعب ) والاطاحة بالدولة وعليه أيضاً أَنْ يحارب في مواجهة أفكار وايدولوجية الطبقات الحاكمة .                                                     

هذه النقطة الاخيرة بِالذات لها أهمية كبيرة في مسألة التنظيم ، فالعائق الاول أَمام عمل الثوريين في أَوساط الجماهير ونشر الوعي الثوري بينهم ، هو حقيقة التباين وعدم التساوي الذي تعاني منه الجماهير ، ومِنْ هُنا فإِنَّ عليهم مهمة ضرورية وهي تعميم خبرة أُولئك الذين يمتلكون الفهم الافضل لطبيعة المجتمع مسلوب الحرية والارادة والديمقراطية مِنْ ناحية وكيفية مواجهتهِ مِنْ ناحية أُخرى وذلك مِنْ خلال النضال مِنْ أَجل افكارهِ في النظرية والتطبيق والممارسة .   

إِنَّ قضية وعي الجماهير مِنْ الطبقات المضطهدة هي أَلتي توجب أَيضاً أَنْ يكون الحزب الثوري تعبيراً عن أقلية داخل الطبقة وليس تعبيراً عَنْ الطبقة كلها ، لانه لو كان معبراً عن الطبقة كلها لاصبح يعكس البنى والافكار السائدة داخلها التي هي كما ذكرنا أفكار وبنى الطبقة الحاكمة فيصبح بالتالي ذيلاً لها لا يفيدها في أحسن الاحوال ، بينما قد يسبب لها أعظم الضرر على حد التعبير ، مِنْ هنا فإِنَّ النتيجة الاولى تصبح أَنَّ الحزب يجب أن يتكون مِنْ الاقلية النشطة داخل الطبقة والتي ترغب في النضال ضد النظام المستبد ، حجم هذه الاقلية قد يختلف ويتباين مِنْ مئات قليلة إِلى آلالاف أو حتى الملايين ، ونظرة صغيرة إِلى الاحزاب الثورية الاشتراكية الديمقراطية الاصلاحية تبين لنا حجم الفارق ، فهي تدعى تمثيل كل الجماهير على اساس افكارهم القائمة بالفعل .     

هذه الاقلية النشطة المنظمة تقوم بنشر وعيها وسط العناصر المتاخرة مِنْ داخل الجماهير مِنْ أجل رفع وعيها واعتمادها على نفسها للدرجة التي تمكنهم مِنْ الاطاحة بالاشكال التنظيمية لدولة دكتاتورية مستبدة ، وهي تفعل ذلك مِنْ خلال التشهير السياسي الشامل على حد التعبير ، والذي يتم مِنْ خلاله شرح جميع المتطلبات بالروح الرفاقية مِنْ قبل الحزب ويوحد الكل ولا يتجزاء الهجوم على الحكومة بِأسم الشعب كله، وتربية الجماهير تربية ثورية مع الاحتفاظ باستقلالها السياسي وقيادة نضال الجماهير مِنْ إِصطداماتها العفوية مع أعدائها .               

أنَّ تنظيم هذه الاقلية في الحزب مِنْ أجل القيام بهذه المهمة يستوجب تركيبة تنظيمية خاصة ليست محددة مسبقاً لكنها تجد نفسها في معترك حركتها وتفاعلها مع مجريات الصراع أمام ضرورات ومتغيرات متجددة ، أمام فرص وعراقيل ، أمام ضغوط مِن الداخل ومِنْ الخارج تجعلها عرضة لانحرافات مختلفة ، وهنا تصبح البوصلة هي المهمة الثورية ، ويمكن لنا أن نرى ذلك بوضوح في عدد مِنْ المعضلات التنظيمية التي تواجه أي منظمة ثورية .                 

  

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي