القناعة تجعلنا نشعر بالرضا ..بقلم / د. سعد الدوري

القناعة تجعلنا نشعر بالرضا

              د.سعد الدوري

  

نتحدث عن الانتخابات القادمة في العاشر من تشرين الاول بطرح فلسفي اقتباساً من المعلم الاول ( ارسطو) رحمه الله

إن جزء من عقولنا يمارس الادراك ويكتسب تصوراته من محيطه المادي فالانسان عندما خطط للانتخابات نشبهها عند رغبته بصناعة حاجة لتخدمه في حياته فأدوات الصنع مادة معينة وبهيئة معينة ولغاية معينة،، فأرسطو يقول كل شئ يتكون من تأثير علل أربعة ( العلة المادية- العلة الصورية- العلة الفاعلة- العلة الغائية)،، ففي حال الانتخابات يكون العلة المادية فيها الشعب والعلة الصورية نتائج الانتخابات والعلة الفاعلة مفوضية الانتخابات والعلة الغائية البرلمان الذي تنبثق منه حكومة تتدبر امور الشعب….

  فاذا مادة الانتخابات الشعب الممزق حزبيا وعشائريا وطائفيا وعنصريا ومناطقيا( وإقصائيا ) والقائمين على الانتخابات المفوضية المشكوك بنزاهتها المطعون بها من الانتخابات السابقة والبعض من الرافضين على الاشراف الاممي بدعوى المساس (بالسيادة الوطنية) ،، فلنا ان ندرك كيف ستكون ( العلة الصورية) بنتائجها التي لن تختلف عن سابقاتها وإن لم تكن اكثو أذى من سابقاتها باعتبار ان المدور من البرلمانيين من الدورات السابقة قد اكتسب خبرة وتمرّس في عمله وسيتفنن في اقتناص الفرص للكسب المادي الحزبي والكتلوي والشخصي وبدرجات قدر ماتسمح  به الظروف ومواد الموازنات التي سيتم التصويت عليها من قبلهم وتسخير المجتزء منها لتلك المصالح بعيداً  عن الوطن والوطنية كالمعتاد سيّما ان تفصيل نتائج الانتخابات تتبارى الاحزاب بالاعلان عن نسبها مسبقاً مع بدء العمل بالحملات الدعائية  وبتصور مسبق لايقر به ويرتضيه اي (متفلسف).

ويالتفاهة الحملات الدعائية المجردة من المشاريع  والبرامج التي تلامس عقول المواطنيين القائمة والمنظمة باموال السحت الحرام من تلك التي تتباهى بقوامها الممشوق وشفاهها المضخمة بعمليات التجميل والاخرون الذين قادوا حملات رفع الانقاض وحملات تعبيد الشوارع واطلاق الوعود  والهرطقات التي لاتولد لدى المواطن  الواعي سوى النفور العام وعدم القناعة ذلك الذي يبني الامال بكل دورة انتخابية ان يتغير الحال وينعدل المايل وتتحقق القناعة لديه بمن يمثله تحت القبة البرلمانية وينادي بالعيش الآمن الرغيد وبالتالي نرى الحياة جميلة.

تحياتي

د. سعد الدوري

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي