ستراتوقراطية الحكم في السودان بقلم / د- فالح حسن شمخي
ستراتوقراطية الحكم في السودان
د- فالح حسن شمخي
الستراتوقراطية (Stratocracy) هي شكل من أشكال الحكومة التي يرأسها قادة الجيش ، وهي تختلف عن الديكتاتورية العسكرية والمجلس العسكري حيث لا يتم في الستراتوقراطية فرض السلطة السياسية والعسكرية، أو حتى بدعم من القوانين الأخرى. وهي شكل من أشكال الحكم العرفي.
(ما اجتمع العسكر والسلطة الا كان الدم ثالثهما)*.
*الاستاذ فتحي الفاضلي /اكاديمي ليبي
عرفت البشرية عبر التأريخ ، العلاقة بين العسكر والسلطة ، والسبب في ذلك هو امتلاك العسكر للقوة التي تمكنهم من فرض منطقهم وتصوراتهم، والسودان الشقيق الذي يملك جيشا يمتد عمره الى مئة سنة ، لايمكن ان يكون استثناء في هذه القاعدة ، مع استثناء طيب الذكر سوار الذهب .
ان المشكلة التي تعاني منها السودان والبعض من الاقطار العربية ،هي الازدواجية التي تعاني منها المؤسسة العسكرية ، فهناك جيش يخضع لقانون الخاص وعلى هامشه تبرز ردائف لها قوانينها وتشريعاته وهيكليتها المستقلة في الادارة والامرة والتمويل وهنا يكمن الخطر ، خطر الهيكلة العسكرية الرديفة للقوات النظامية والتي غالبا مايكون منشؤها مليشياوي ، الامر الذي يؤدي الى خلق تعددية في القوى العسكرية والى ثنائيات او اكثر في قياداتها الرأسية التي تدفع باتجاه الصدام لحظة بروز التناقض والصراع على الامتيازات والمصالح. وتاريخياً ،ما استمرت سلطة سياسية او عسكرية برأسين او اكثر. وهذا مانراه في العراق حيث تمت عملية قوننة مايسمى بالحشد الشعبي ، والالوية التي تتشكل في سوريا بموازاة تشكيل الجيش ، وما يهيء له في لبنان اذا ماتمت قوننة مليشيا حزب الله ، واعتباره تشكيلاً عسكرياً رديفاً للجيش الوطني، او مايسمى بانصار الله في اليمن.
لقد استبشر شعب السودان وجماهير الامة العربية خيراً عندما تخلص السودان الشقيق من حكم البشير ، واعتقد الجميع ان السودان سيبعد الجيش عن الحياة السياسية عبر تسلم السلطة السياسية الى حكومة منبثفة عن ارادة شعبية ، ويكون بذلك السودان هو النموذج الذي يقتدي به العرب .
نحن كعرب ندعو الله ان يحفظ السودان الشقيق داعين قوى الثورة السياسية والمدنية بكل فصائلها أخذ زمام المبادرة من اجل إدانة الاقتتال الجاري والمطالبة بإيقافه الفوري وعدم التسليم بأي نتائج تسفر عنه
والتحرك السريع لتشكيل جبهة شعبية تكون قادرة على تمثيل الشعب والسير قدماً في بناء سلطة مدنية ديمقراطية انتقالية، لإحداث تحول ديمقراطي يتوج بانتخابات عامة، خلال عام، تخضع لها كل أجهزة الدولة النظامية والمدنية، وتحقق بالتوازي ما يمكن تحقيقه خلال الفترة الانتقالية من برنامج التغيير الديمقراطي، على أن يستكمل من السلطة التي تنبثق عن جمعية نيابية).
"هامش "، نود ان نذكر في هذه اللحظة التاريخية البرهان وحميدتي بما قالوه ، لعلهما يعودان الى جادة الصواب ويجنبان السودان وشعبه هذه الحرب التي لاتبقي ولا تذر .ففي مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أجاب البرهان ردا على سؤال إن كان يفكر في الترشح للانتخابات المقبلة:
(لا أعتقد ذلك، ليس لدي رغبة في التقدم (كمرشح) ولا أريد الاستمرار في هذا العمل).
(من جهته ،جدد نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، الالتزام "بخروج المؤسسة العسكرية من السلطة وترك أمر الحكم للمدنيين ).
اليوم وبعد اندلاع المعارك يعرب حميدتي في تصريح لقناة الجزيرة، عن أسفه للقتال محملا مسؤولية ذلك للبرهان بالقول: (هو من أجبرنا على ذلك ، أنه مجرم وكاذب وسيدمر السودان، وسنسلمه وأعوانه إلى العدالة.
اي عدالة هذه ،هل هي عدالة الجنجويد ، ام عدالة الناقض بالعهود ؟.كمواطن عربي اتمنى ان يحال الى محاكم الشعب السوداني كل من ارتد عن الاتفاق السياسي مع قوى الثورة والتغيير وتمترس وراء الاسئثار بالسلطة ، ووصل الامر به اشاعة الدمار والفوضى والتلاعب بمقدرات الشعب . سياسة التكاذب لاتبني اوطاناً .
Reacties
Een reactie posten