نص المقابلة كاملة التي أجراها مركز الخليج للدراسات الإيرانية الاستراتيجية مع البروفسور عبد السلام سبع الطائي ، نعيد نشرها للاستفادة .
نص المقابلة كاملة التي أجراها مركز الخليج للدراسات الإيرانية الاستراتيجية مع البروفسور عبد السلام سبع الطائي ، نعيد نشرها للاستفادة .
البروفيسور الدكتور عبد السلام سبع الطائي
استهلال:
لعبة الأمم في امتنا وديننا!
لم تواجه أي أمة عبر التاريخ ما تعرضت له الأمة العربية والإسلامية من تحديات وأزمات وطعنات استهدفت حضارتها، هويتها العربية، وقيمها الدينية. ومع ذلك، فإن هذه الأمة تمتلك إرثًا غنيًا وقدرة عظيمة على الصمود والنهوض رغم الصعوبات، مما يجعلها مؤهلة لتجاوز المحن وبناء مستقبل مشرق. وانطلاقا مما سلف فإن: .
▪ 4 من 5 دول أعضاء دائمة بمجلس الامن الدولي شاركت معهم، ايران وإسرائيل، بقتل العرب والمسلمين السنة حصرا ا!!وهي :
▪ امريكا وايران يقتلان العرب السنة في العراق !
▪ روسيا وايران يقتلان السنة في سوريا!
▪ ثم بريطانيا والصين تقتل مسلمي الأويغور والروهينغا!
▪ وإسرائيل تقتل بالفلسطينيين بغزة ولبنان وسوريا.
حتى فاق قتل العرب المسلمين السنة قتول مسلمي الروهينغا ومذابح الخمير الحمر. كما ان الفتاوى الإيرانية المراجع، حولت قتل العرب وغيرهم من جريمة شاذة ومنبوذة بالدين والسياسة الى وكانها “واجب الهي وديني" !
ولازالت عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والديني تتزامن مع عمليات التهجير القسري الذي فاق 25 مليون عربي تمهيدا لاعادة ترسيم خارطة امتنا وفقا لخارطة الشرق الأوسط الجديد!
فقد { اعلن مدير الاستخبارات الفرنسية "برنار باجوليه" ومن واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات أن "الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة"، مؤكدا أن دولا مثل العراق أو سوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة}} (1). تلاه تصريح لوزير الخارجية الأمريكي ، "بأنه في حال إذا لم تنجح الهدنة في فلسطين وسوريا ولبنان فإن المنطقة متجهة نحو التقسيم." وعلى نفس المنوال، صرح وزير الخارجية الروسي أنه في حال خرق الهدنة من جانب المعارضة السورية فإنه لا حل إلا بتقسيم سوريا. نستقرأ من هذا وذاك ان امتنا مستهدفة ثقافيا واقتصاديا ودينيا وديموغرافيا من قبل ممن يعانون من عقدة الشعور بالنقص الديموغرافي، إسرائيل وايران!
• تعيش المنطقة العربية منذ عقود في دائرة استهداف "العدوان الثلاثي" الإسرائيلي- التركي- الإيراني... كيف ألحقت هذه القوى الثلاث أضرارًا بالغة بالأمن القومي العربي؟
تعرضت طليعة امتنا مصر العربية، الى عدوان عسكري ثلاثي عام 1956 . تلاها عدوان ثلاثيني على العراق ثم العدوان على ليبيا انتهى بهيمنة ايران على سوريا ولبنان وتقسيم السودان. ان العدوان الثلاثي الإسرائيلي-الامريكي-الإيراني يُعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، حيث تتداخل مصالح هذه القوى الثلاث في المنطقة بطرق تُلحق أضرارًا بالغة على المستويات السياسية، الاقتصادية، والعسكرية من قبل هذه الدول :
1. إسرائيل: تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال سياسات التوسع والاستيطان، وإضعاف دول المنطقة تمهيدا لاعادة ترسيم خارطتها . من اجل ان تصبح لإسرائيل وايران وتركيا موطئ قدم في خارطة الشرق الأوسط الجديد وهو مخطط يهدف إلى تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة على أسس عرقية وطائفية. لتسكل هذ الكيانات المصطنعة مسمار في نعش الامن القومي اعربي! ، يضعف قدرتها على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
2. تركيا: تعتمد على استراتيجيات التوسع الإقليمي من خلال الوجود العسكري المباشر في دول مثل سوريا وليبيا، ودعم جماعات سياسية معينة لتعزيز نفوذها. وهو وجود يهدد الامن القومي الإسرائيلي والإيراني لا محال.
3. إيران: تعتمد على تصدير الثورة ودعم الميليشيات المسلحة في دول مثل العراق، لبنان، واليمن، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي لهذه الدول وإضعاف الامن القومي العربي. تجدر الإشارة الى تلاقح المشروع الصهيوني مع الإيراني الصفوي الساعيان الى تقسيم جزيرة العرب الكبرى الى جزر صغرى كجزيرة الشيعة والسنة والاكراد والأمازيغ والدروز .. الى جزر صغرى تصب في نهاية المطاف بجزيرتي فارس وإسرائيل الكبرى! وهكذا تتجلى جميع هذه الأضرار في تفتيت الوحدة العربية، استنزاف الموارد الاقتصادية، وتعزيز الانقسامات الطائفية، لزعزعة الامن القومي العربي وايقاف عجلة التقدم والتنمية العربية الاسلامية.
• باتت بعض الدول العربية عُرضة لمخططات تهدف للسيطرة على مقدراتها والاستيلاء على ثرواتها... فما هي أبرز هذه الدول المُهددة في تقديركم؟
تواجه العديد من الدول العربية تحديات كبيرة تتعلق بالسيطرة على مقدراتها وثرواتها، نتيجة للصراعات الداخلية والخارجية. من أبرز هذه الدول:
● اليمن: يعاني من حرب أهلية مستمرة، حيث تتداخل الأطراف الإقليمية والدولية في النزاع، مما يؤثر على استقرار البلاد والعباد وثرواتهم.
● ليبيا: تشهد صراعات مسلحة بين الفصائل المختلفة، مما يجعلها عرضة للتدخلات الخارجية التي تستهدف السيطرة على مواردها النفطية.
● العراق: يواجه تحديات جراء التدخلات الإقليمية والدولية والتي تؤثر على استقراره واستغلال ثرواته البشرية والطبيعية المسلوبة والمنهوبة بواسطة الربط السككي والكهربائي مع ايران!
● تونس: رغم أنها تُعتبر من الدول الأكثر استقرارًا نسبيًا، إلا أنها تواجه أزمات سياسية واقتصادية قد تجعلها عرضة لمخاطر داخلية وخارجية.
● السودان: وما يتعرض له من تقسيم ونهب لثرواته وتهجير لشعبه!
هذه الدول وغيرها تعاني من صراعات حول السلطة والثروة، مما يجعلها عرضة للتدخلات الخارجية التي تستهدف استغلال مواردها وتصدير المخدرات والأسلحة اليها .
• تقدّم إسرائيل النموذج الأكثر فجاجة في المشاريع الإقليمية من حيث العدوانية واستخدام القوة الوحشية لتأكيد سطوتها وهيمنتها والمجاهرة بتجاهل القانون الدولي... فهل ينجح المجتمع الدولي في إيقاف هذه الآلة الجهنمية الإسرائيلية؟
الحديث عن النموذج الإسرائيلي الذي صنعته بريطانيا وعززت وجوده أمريكا والأمم المتحدة بقرار تسيد الأقليات وعلى الاخص اليهود والفرس لكونهما يعانيان من عقدة الشعور بالنقص الديموغرافي. نظرا لكون اليهود والفرس مصنفان سكانيا بانهما اقلية لكونهما ذات كثافة سكانية واطئة !
وبشان الانتقادات الواسعة التي تواجهها إسرائيل وايران وامريكا من وجهة نظرنا، هي مجرد دراما اعلامية وظاهرة صوتية . لان اختلاف بينهم هو اختلاف بالصوت فقط على الفضائيات ! . وهنا يكمن سر تجاهل اسرائيل المتكرر للقانون الدولي. لذلك نرى، ان المجتمع الدولي، رغم محاولات البعض منه، يواجه تحديات كبيرة في محاسبة إسرائيل. على سبيل المثال، تجاهل إسرائيل قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، منظمات حقوق الإنسان وبعض الدول لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل فرض عقوبات أو حتى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة، لضمان احترام القانون الدولي لكن هذا الكيان المصطنع امميا، إسرائيل، استمر في سياساته دون عواقب ملموسة.
ورغم صعوبة الطريق بوضع حد لاستهتار هذا الكيان، فإن التاريخ مليء بأمثلة عن تغييرات جذرية كانت تبدو مستحيلة في البداية . هناك أمثلة تاريخية تُظهر كيف يمكن أن تؤدي الجهود الدولية أو الشعبية إلى تغييرات جذرية في النزاعات السياسية من أهمها:
1. نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا: كان نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) قائمًا على التمييز العنصري والقمع. بفضل الجهود الشعبية داخل البلاد، بقيادة شخصيات مثل نيلسون مانديلا، والضغط الدولي من خلال العقوبات والمقاطعات، انتهى هذا النظام في أوائل التسعينيات.
2. استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني: قاد المهاتما غاندي حركة مقاومة سلمية ضد الاستعمار البريطاني، مما أدى إلى استقلال الهند في عام 1947. كان هذا مثالًا على كيف يمكن للنضال السلمي أن يحقق تغييرات كبيرة.
3. استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي: بعد حرب تحرير طويلة وشاقة، حصلت الجزائر على استقلالها في عام 1962، مما يُظهر كيف يمكن للنضال المستمر أن يحقق تغييرات جذرية.
4. تحرير سوريا من النظام الإيراني بقيادة الرئيس احمد الشرع 2025
هذه الأمثلة تُبرز أن التغيير ممكن، لكنه يتطلب جهودًا مستمرة وتعاونًا بين الأطراف المختلفة.
• لا تُخفي تركيا تحت حكم أردوغان مشروعها السياسي الإقليمي الهادف لاستعادة أمجاد "الإمبراطورية العثمانية" بأساليب بدت للبعض فجة... ما مدى إمكانية نجاح مشروع أردوغان؟
مشاريع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإقليمية والعربية والإسلامية تتنوع بين أهداف سياسية واقتصادية وعسكرية. يسعى الرئيس أردوغان إلى تعزيز نفوذ تركيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليكون له موطئ قدم في خارطة الشرق القادمة، من خلال التواجد العسكري في سوريا وليبيا وحتى العراق نسبيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج والدول الإسلامية الأخرى. أردوغان لم يروج لفكرة إحياء الإرث العثماني، او ما يُعرف بـ" الإمبراطورية العثمانية.
كما ان تركيا لم تحتل 5 عواصم عربية مثل ايران، ولم تهجر ما يزيد على 25 مليون عربي، عراقي وسوري وفلسطيني ولبناني ويمني عدا غيرهم كما فعلت إسرائيل وايران، ولا تمتلك تركيا ميليشيات وأحزاب في دولنا يدها ملطخة بالدماء! . بل ساهمت تركيا لحد الان بطرد النفوذ الإيراني الملطخة اذرع اياديه احزابه وميليشياته. بل ساهم الرئيس اردغان بمؤازرة الثوار لأسقاط بشار الأسد سوريا. وهو دعم واسناد نال ترحيب المجتمع الدولي عدا ايران. وإسرائيل. لا ريب، فان السياسة والاستراتيجية التركية لها تاثير سلبي وايجابي على المنطقة.
وان تأثير هذه السياسات يعتمد على الزاوية التي ننظر منها. من جهة، يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين تركيا والدول العربية والإسلامية، مما قد يؤدي إلى استقرار نسبي في بعض المناطق كما حصل بسوريا . بعض المحللين وانا منهم، يرون أن هذه السياسات حاليا، قد تكون إيجابية إذا تم تنفيذها بطريقة تعزز السلام، التنمية، والنموذج السوري خير مثال. بينما آخرون يحذرون من أن سياسات التدخل التركية قد تؤدي إلى مزيد من التوترات للأطراف الأخرى والأمور بخواتيمها لمعرفة سالبها من موجبها.
• هل يستمر المشروع الإيراني التوسعي على جناح "الهلال الشيعي" بعد الضربات التي تلقاها "حزب الله" وجماعة "الحوثي" وسقوط الأسد؟
الفرس قبل القدس. طالما ان قواعد اللعبة قد انتهت وملامح خارطة 2025 قد أتت!
المشروع الإيراني المعروف بـ"الهلال الشيعي" تحول اليوم ال "طوق سني" يلتف حول عنق ايران من قبل دول الطوق، من أفغانستان شرقا ، السعودية من البحر الأحمر المحاذي لمضيق هرمز ،واليمن على قارعة الطريق ، علاوة على سوريا ولبنان من البحر الأبيض وقريبا من العراق المحاذي للخليج العربي . وهكذا بات النظام الإيراني يواجه تحديات كبيرة بعد الضربات التي تلقاها حلفاؤه الإقليميون مثل "حزب الله" و"الحوثيين" والحشد الشيعبي في العراق ، بالإضافة إلى انهيار نظام طلبان وهروب الرئيس أشرف غني من أفغانستان تلاه انهيار نظام الأسد وهروبه من سوريا. ووفقًا لبعض التحليلات، فإن الطوق والصداع السني: الافغاني | الباكستاني والسوري يُعتبر اليوم ضربة استراتيجية لإيران، حيث كانت سوريا تمثل محورًا حيويًا لربط طهران بحزب الله في لبنان وتسهيل الإمدادات العسكرية.
ايران اليوم، بين مطرقة وسندان سوريا وأفغانستان ولبنان. تقتضي الضرورة بهذا الشأن، التمييز بين ايران والدول الواقعة في مركز الهزات التي حدثت بافغانستان ومحيط دائرة ارتداداتها على الدول الاخرى وعلى الأخص منها سوريا وما سيليها ،العراق.
ومع ذلك، إيران قد لا تتخلى عن مشروعها بسهولة. هناك مؤشرات على أنها قد تعيد ترتيب أولوياتها الإقليمية، مثل تعزيز نفوذها في العراق ولبنان، أو استخدام أدوات أخرى مثل القوة الناعمة والتحالفات الدولية مع قوى مثل الصين وروسيا والهند لمواجهة القنبلة السنية الباكستانية. كما أن اليمن قد يظل ساحة ضغط تستخدمها إيران لتحقيق مكاسب إقليمية .لكن استمرار هذا المشروع يعتمد على قدرة إيران على التكيف مع التغيرات الجيوسياسية والضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة. فان تغيرت التحالفات الدولية، مثل تعزيز العلاقات بين الدول العربية وقوى عالمية منافسة لإيران، فقد تجد ايران نفسها معزولة أكثر.
• هل يمكن اعتبار مخططات تقسيم سوريا التي يجري الحديث عنها منذ سقوط نظام الأسد جزءًا من الصراع بين المشاريع الإقليمية؟
يمكن النظر إلى مخططات تقسيم سوريا المحاذية لإسرائيل المحتلة أراضيها واحتلال تركيا، الإسكندرونة، كجزء من الصراع بين المشاريع الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها في المنطقة. الصراع في سوريا لم يكن مجرد حرب داخلية، بل تعدى ذلك ليصبح ساحة للتنافس بين القوى الإقليمية والدولية.
تجد بعض المشاريع الإقليمية، كالمشروع الإيراني أو التركي أو حتى بعض الرؤى الخليجية، مصالحها في الهيمنة أو التأثير على المشهد السوري بما يخدم أهدافها الاستراتيجية. وفي الجانب الدولي، هناك تنافس بين القوى الكبرى كروسيا والولايات المتحدة، حيث يسعى كل منهما لتحقيق نفوذ جغرافي وسياسي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط ومع ذلك، فإن اخطر ما يدور الان من مشاريع استعمارية هي :
مخطط تقسيم سوريا: العلوية المفيدة والسنية الفائضة!
ان اخطر ما ستواجه الثورة السورية محاولة احياء مشروع سوريا المفيدة وسوريا السنية الفائضة عن الحاجة، انه مخطط فرنسي باد ثم عاد للتداول والعمل به منذ هيمنة ايران على سوريا.
رئيس الملف السوري بالأمم المتحدة:!
حدثني قبل اكثر من عقد من الزمن عن مخطط لتقسيم سوريا. وقد التقينا مرارا بجامعة ستوكهولم، تجدر الاشارة بانه كان يحضر اجتماعات المعارضة بجنيف بعد فترة وجيزة من اندلاعها، حدثني هذا الاكاديمي السويدي مستفسرا عن ردود فعل الشعب السوري والعراقي واللبناني تجاه مشروع تقسيم سوريا الى، المفيدة والفائضة! لا بد من الإشارة، بان هذا المخطط المستحدث، مزج فيه الجانب الأيديولوجي بالاستراتيجي الجيوسياسي . وقد لمح لي السويدي حينها، بمحاولة ايران اعادة هندسة سوريا بأحجار مذهبية تجيدها اكثر من واشنطن وموسكو والهند. ان مخطط سوريا المفيدة ، يهدف الى السيطرة على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والجغرافية في سوريا ، تضم جبال القلمون والعلويين والسواحل والحدود الجنوبية المحايدة الى لبنان وتركيا ، كما تدخل في خارطته دمشق ببعدها الرمزي والديني وحلب نظرا لكونها بوابة سوريا إلى قلب أوروبا.
اما سورية الفائضة عن الحاجة، إستراتيجيا وايديولوجيا، والتي في الأغلب "ستكون حدودها من البادية السورية التي يخطط لان يكون مركزها الرقة ودير الزور، لغرض عزلها عن تركيا بجدار كردي يستولي على معظم أرياف هاتين المنطقتين، من اجل السيطرة على الثروات النفطية والغازية فيها ليكون بوابة لنهب خيرات العراق وتصدير وتجارة المخدرات ونقل الأسلحة الى لبنان وسوريا وتركيا عبر، بوابة البو كمال ومنفذ القائم والتنف الحدوديتان، والتي ربما كانت سببا في مقتل قاسم سليماني، وزير المستعمرات الإيرانية! . ناهيكم عما سيتضمنه هذا المشروع الاستعماري، من عمليات تطهير للأقلية التركمانية المقيمين في جبل الأكراد في اللاذقية ومحاولة ضم محافظة ادلب إلى جغرافية سوريا المفيدة. نحن على يقين بان قادة الثورة والدولة السورية سيقفون بوجه هذا المخطط وغيره لكي لا تتحول عملية تغير النظام الى تغير خارطة المنطقة لاحقا كما تشتهي ايران وإسرائيل! مثلما حصل بخديعة العرب الكبرى 1916 عندما وقف العرب مع الإنكليز ضد تركيا، وما نجم عنه من تقسيم العرب بسايكس بيكو. والحليم من اتعظ بدروس الماضي. لئلا نلدغ من جحر مرتين بسايكس بيكو القادمة!. ستبقى مشاريع التقسيم وصم عار بوجه صناعها سواء بجنوب السودان، المانيا الشرقية والغربية ، كوريا الشمالية والجنوبية ناهيكم عن الهند والباكستان!
• ما هي العوامل التي ساعدت على تعميق اختراقات القوى الإقليمية للمحيط العربي... وهل أسهم "الربيع العربي" حقًا في نجاح تلك الاختراقات؟
لعل تعميق اختراقات القوى الإقليمية للمحيط العربي نتج عن عوامل عديدة تداخلت مع التحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي. من أبرز تلك العوامل:
1. ضعف الدولة المركزية:
● في العديد من الدول العربية، تراجعت سلطة الدولة المركزية نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية، مما فتح المجال أمام قوى إقليمية لملء الفراغ.
2. الطموحات الجيوسياسية:
● القوى الإقليمية مثل إيران ,واسرائيل وجدت في الأزمات العربية فرصًا لتحقيق مصالحها الاستراتيجية وتوسيع نفوذها على حساب استقرار المنطقة.
● استخدام "وكلاء" أو دعم فصائل محددة داخل الدول العربية كان من أبرز أدوات التأثير.
3. غياب التضامن والتوافق العربي:
الانقسام بين الدول العربية وصراعاتها الداخلية والخارجية أعاق القدرة على صد التدخلات الإقليمية. لذلك لعب "الربيع العربي" دورًا رئيسيًا في إتاحة الفرصة للقوى الإقليمية للتدخل منها:.
● انهيار أنظمة مثل تونس وليبيا واليمن وسوريا فتح مساحات وفراغات استخدمتها القوى الخارجية لتعزيز مصالحها.
في المجمل، يمكن القول إن الربيع العربي كان عاملًا مسرّعًا، لكنه لم يكن السبب الوحيد. التدخلات الإقليمية استغلت التصدعات الداخلية والقضايا العالقة في الدول العربية لتحقيق مكاسبها
• هناك دعوات إلى تدشين "مشروع عربي" في مواجهة الأخطار الناشبة عن التفاعلات الإقليمية والدولية المتضاربة في المنطقة... كيف يمكن تحققّ مثل هذا المشروع على أرض الواقع؟
تحقيق مشروع عربي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية يستلزم جهودًا متعددة الأبعاد وشراكة جادة بين الدول العربية. يمكن اتخاذ خطوات عملية لتحقيق هذا المشروع:
1. وضع رؤية مشتركة وأهداف واضحة: يجب أن تكون هناك خطة استراتيجية تتفق عليها الدول العربية، تشمل تعزيز السيادة الاقتصادية، ضمان الأمن الإقليمي، وتحقيق التنمية المستدامة.
2. إنشاء مؤسسات مشتركة: يمكن تأسيس مؤسسات عربية مخصصة لمعالجة القضايا الأمنية، الاقتصادية، والاجتماعية، تكون بمثابة مظلة للتعاون والتنسيق.
3. تعزيز التكامل الاقتصادي: من خلال إنشاء سوق مشتركة، تطوير البنية التحتية المشتركة، وتطبيق سياسات اقتصادية تحفّز الاستثمارات داخل المنطقة.
4. تنشيط العمل الدبلوماسي: تعزيز التعاون السياسي وتوحيد الرؤى في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية مثل النزاعات، قضايا الطاقة، والتغير المناخي.
• اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إقامة نظام إقليمي جديد يقوم على استقرار الشرق الأوسط... إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا المُقترح مشروعًا أمميًا مضادًا لمشروع ترامب؟
اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة هذا يهدف لتعزيز استقرار الشرق الأوسط يعكس رؤية أممية تسعى إلى معالجة التوترات الإقليمية من خلال التعاون المتعدد الأطراف. هذا النهج يختلف عن سياسات إدارة ترامب التي ركزت على اتفاقيات تطبيع فردية بين دول عربية وإسرائيل، مثل "اتفاقيات أبراهام"، والتي كانت تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية بشكل أحادي.
غوتيريش، في تصريحاته، شدد على أهمية التعددية والتعاون الدولي كوسيلة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، وهو ما يمكن اعتباره استجابة أممية شاملة للتحديات التي تواجه المنطقة. بينما ركزت سياسات القطب الأوحد للرئيس ترامب على تعزيز النفوذ الأمريكي وإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية بشكل أساسي.
ان قبول هذا الاقتراح الأممي في المنطقة يعتمد على عدة عوامل معقدة ومتداخلة:
1. مواقف الدول الإقليمية: إذا نجح غوتيريش في كسب دعم الدول الرئيسية في الشرق الأوسط، مثل السعودية وتركيا وإيران ومصر، فإن فرص تبني المشروع ستكون أكبر.
2. تعامل الدول مع الخلافات الحالية: التوترات المستمرة بين الدول مثل إيران ودول الخليج، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد تشكل تحديات أمام تطبيق أي نظام إقليمي جديد.
3. دور القوى الدولية: دعم القوى العالمية الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، سيكون حاسمًا في تعزيز هذا المشروع وضمان عدم معارضته من قبل أي طرف.
4. الجهود الدبلوماسية: إذا تمكن غوتيريش من بناء أرضية مشتركة للدول عبر الحوار والمفاوضات، فإن الاقتراح قد يكتسب قبولًا واسعًا.
5. التركيز على مصالح الدول: يجب أن يقدم الاقتراح حلولًا عملية تعالج القضايا الاقتصادية والأمنية التي تهم كل دولة.
لكن التحديات السياسية الحالية قد تكون عقبة كبيرة أمام تحقيق هذا المشروع، خاصة مع استمرار النزاعات الإقليمية والتوترات بين القوى الكبرى. ومع ذلك، هناك فرص للتعاون إذا تم التركيز على المصالح المشتركة مثل الأمن والاستقرار الاقتصادي.
• هل صحيح أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذّتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023 ستؤدي في النهاية إلى خلخلة البنية الجيوسياسية في المنطقة؟
الفرس قبل القدس.
قلناها مرارا وتكرارا، لان قواعد اللعبة قد انتهت وملامح خارطة 2025 قد أتت. وايران جزءا لا يتجزأ من تلك القواعد!. وهذا ما اشرنا اليه على قناة الشرقية قبل اكثر من اربع سنوات، للمزيد انظر(1). عندما نكرر الحديث عن ما يجري بالمنطقة، لسنا اما تخمينات وتوقعات بل امام واقع ووقائع ميدانية لمخططات على الأرض في : غزة ورفح وغيرها وما سيليها من تداعيات على الأردن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا و..
عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023. لم يكن طوفان القدس مجرد حدثا عسكريا، بل كان نصرا عسكريا فريدا في الحرب النفسية أيضا، جذر سيكولوجية رهاب الفلسطينوبيا في نفوس اليهود، زعزع هوية الانتماء والولاء للمستوطنين اليهود بدوام (دولة)إسرائيل، وهو جرح بعيد المدى لانه نصر تمكن لا بل فاق في مدياته تدمير نظرية القبة الحديدية لإسرائيل . سيؤثر بشكل كبير على المشهد الجيوسياسي في المنطقة. على المدى الطويل، يمكن أن تسهم هذه العملية في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية، ان استمرت المقاومة تحقيق مكاسب استراتيجية. ومع ذلك، فإن تأثيرها يعتمد على كيفية استجابة الأطراف المختلفة لهذه التغيرات.
(1) https://www.youtube.com/watch?v=YhsmfZicobI
• يتحدث بنيامين نتنياهو منذ فترة عما يُسمّيه "الشرق الأوسط الجديد"... فهل وفرّ "طوفان الأقصى" ذريعة للاحتلال الإسرائيلي من أجل السعي لتغيير خريطة الشرق الأوسط؟
هناك من يقول إن هذه التطورات تعكس تعقيد المشهد السياسي في المنطقة. وهناك من يرى أن هذه التحركات تهدف إلى تعزيز الهيمنة الإسرائيلية، بينما آخرون يعتقدون أنها قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الديناميكيات الإقليمية. يبدو أن هذه الأحداث تفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول مستقبل الشرق الأوسط الذي خطط له منذ حرب الخليج الأولى مطلع الثمانينات من القرن,20، ولازال مسلسل احداث ما جرى بالمنطقة العربية طريا بالذاكرة وشاخص للعيان، ربما قد حان قطاف ثماره الان من قبل الدول اتي تعاني من عقدة الشعور بالنقص الديموغرافي، إسرائيل، طالما ان قواعد اللعبة قد انتهت وملامح خارطة 2025 قد أتت ...
• ما هي توقعاتكم بخصوص الدعوات الدولية الراهنة لحل القضية الفلسطينية وإقامة دول فلسطينية ذات سيادة... هل تتحقق الدعوات هذه المرة أم سيكون مصيرها إلى أضابير الأمم المتحدة مثل النداءات الدولية السابقة؟
الدعوات الدولية لحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية ذات (سيادة )تواجه تحديات كبيرة، على الرغم من الجهود المستمرة لتحقيق هذا الهدف. في عام 2025، هناك مبادرات مثل اتفاق غزة الذي يدعو إلى بدء مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك بعد وقف إطلاق النار في غزة. كما أن القمة العربية الأخيرة طرحت رؤية عملية لإعادة إعمار غزة وتعزيز المسار السياسي نحو حل الدولتين، مع التركيز على إصلاح السلطة الفلسطينية وضمان استدامة الحلول المقدمة.
ومع ذلك، هناك تشاؤم من بعض المحللين بخصوص اركان وحدود إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وانا منهم، في ظل وضع النظام السياسي العربي الحالي والتهديدات الإيرانية تجاه دول الخليج العربي. لذلك فأن مصير هذه الدعوات يعتمد على مدى جدية الأطراف الدولية والإقليمية بمدى ترجمة الأقوال إلى أفعال ملموسة لدعم القضية الفلسطينية بشكل فعّال. وهو امر مشكوك فيه!. على الرغم من كل العقبات، الأمل بعد الله يبقى حاضراً كلما توفرت الإرادة والتفاهم العربي الإسلامي المشترك.
• كيف تتمكن الدول العربية من لعب إقليمي فاعل وترتقي إلى مستوى حجز مكان بين الكبار، كالاتحاد الأوروبي مثلًا؟
لتحقيق دور إقليمي فاعل للدول العربية غير مفعول بها، والارتقاء بها إلى مكانة دولية مؤثرة، يمكن للدول العربية التركيز على عدة محاور استراتيجية: منها
1. التكامل الاقتصادي: إنشاء سوق عربية مشتركة على غرار السوق الاوربية المشتركة لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والصناعة، بحيث تشكل الدول العربية قوة اقتصادية موحّدة تجعلها منافسًا عالميًا.
2. انشاء منطقة حرة للتعليم والبحث العلمي لاستثمار في البحث والتطوير: تخصيص ميزانيات كبيرة للابتكار التكنولوجي والتعليم، مما يعزز من القدرة على مواكبة التغيرات العالمية والمشاركة في الثورة الصناعية الرابعة.
3. تعزيز الوحدة السياسية: تنسيق المواقف السياسية على المستوى الإقليمي والدولي لإبراز موقف عربي موحّد تجاه عودة العراق الى حضنه العربي كما حصل لسوريا، حينها سيكون للدول العربية مكانا فاعلا لا مفعولا بها ومركزا يُحترم في المحافل الدولية، لان العراق يشكل العمق الاستراتيجي للامة.
4. بناء شراكات استراتيجية: إقامة علاقات متوازنة مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية لتوسيع النفوذ العربي وتعزيز مكانتها الدبلوماسية.
5. التركيز على الأمن الغذائي والمائي: تطوير تقنيات الزراعة المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل لضمان الاستقرار الداخلي الذي يعزز القوة الإقليمية.
6. إحياء دور المؤسسات الإقليمية: كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي لتكون أكثر فعالية في توحيد الجهود وحل القضايا المشتركة.
الاتحاد الأوروبي قدّم نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي، لكن التحديات في المنطقة العربية تختلف، مما يتطلب حلولاً مصممة خصيصًا للسياق العربي.
ان الخطوة الأكثر أهمية التي يجب على الدول العربية التركيز عليها، بشان
التعاون الناجح بين الدول العربية. ينبغي ان يكون قائما على الاركان السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومنها:
1. مجلس التعاون الخليجي (GCC): يعد نموذجًا للتعاون الإقليمي، حيث يضم دول الخليج العربي. يعمل على تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي بين أعضائه من خلال اتفاقيات اقتصادية موحدة، مثل السوق المشتركة والعملة الموحدة المقترحة.
2. مشروع الربط الكهربائي والسككي العربي: يهدف إلى إنشاء شبكة كهرباء موحدة بين الدول العربية، مما يعزز من تبادل الطاقة ويُسهم في توفير التكاليف وضمان الاستقرار الكهربائي.
3. الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية: يقدم الدعم المالي والمساعدات للدول العربية لتنفيذ مشروعات تنموية واقتصادية، مما يعزز من التضامن والعمل المشترك.
4. التحالف العربي لدعم العراق واليمن: يعد نموذجًا للتعاون العسكري والسياسي بهدف دعم استقرار العراق و اليمن، رغم التحديات الميدانية والسياسية.
5. مشروع القمر الصناعي العربي الموحد: مبادرة لتعزيز التكنولوجيا والاتصالات بين الدول العربية، مما يضع أسسًا للتعاون في المجال التكنولوجي. هذه السياسات الاستراتيجية ان حصلت ستمكن الدول العربية من لعب دور إقليمي فاعل ترتقي به إلى مستوى حجز مكان لها بين الكبار، كالاتحاد الأوروبي.
Reacties
Een reactie posten