رثاء اللواء عبد السلام بو شارب....الدكتور عبد الكاظم العبودي / الامين العام للجبهة الوطنية العراقية
رثاء
اللواء عبد السلام بو شارب
كيف نرثيك أخي:
(الجنرال) عبد السلام بو شارب أنقول وداعا ونبكي بصمت :
فالكلمة والرثاء في حق مقامك لا تكفي ونحن
نكتبها في ساعة المحنة وفي ظل خشوع خطاب المواساة لك فقيدا للجزائر والعراق والامة كلها وانت راحل الى
جوار ربه
.
اخي عبد السلام
بو شارب لا اعرف كيف اخاطبكم وانتم الحاضر
الذي لم و لن يغب ابدا عن ذاكرتنا، وسيبقى
مخلدا بذكرى خصال وثبات المواقف التي لايمكن أن نحصيها لك .
ابا
دجلة.... وهل سينساك العراق برافديه
واهله وساكنته ومجاهديه ... وانت الذي شاركته افراحه واتراحه وتابعت وكتبت عن
تاريخه البعيد والقريب .
اما الجزائر فهي
المفجوعة بفقدك فهي الاخرى لا تعد خصالكم
الحميدة وما قدمتموه لها مجاهدا وقائدا
سجلت لكم في سرد سيرتكم ونحن امام
الحدث الجلل الذي باغتنا فجأة .
أخي عبد السلام بوشارب : سيظل حضوركم المتميز مجاهدا وقائدا عسكريا
لمختلف الرتب في الجيش الوطني الشعبي، وقد عرفناك كاتبا وشاعرا وملتزما بقضايا
الوطن و الامة، كتبت دون كلل و ملل رغم
انشغالاتك الوظيفية الكثيرة .
ها انت تغادر
دنيانا الفانية فجأة وما علينا سوى القيام
بالواجب المطلوب، ان نترحم عليك
دائما، وندعو لك بجنة الفردوس بجوار رب
غفور و رحيم.
عرفناك ايها
المجاهد المخلص لعقيدته وعروبته ومبادئه
ثم تكشفت لنا عبر السنين الطوال التي عرفناك بها
مخلصا و متفانيا في كل مواقعك الرسمية وانشطتك الثقافية والعلمية فكنت الاديب
، والكاتب ، والاعلامي العسكري والشاعر الفحل الذي عرفناه عن كثب
وسمعناه مرارا ،قراءة ومراسلة وكم من مرة
سمعناك في محاضرات ولقاءات كانت علمية وثقافية وتاريخية لا تنسى .
انك الصديق والاخ ايها اللواء "عبد السلام بوشارب" ،
كنت كريما في ضيافتك وحميميتك الخاصة لنا
كلما التقينا بك ، لقد تركت لنا بعض من
ذخيرتك الشعرية، منها ما دوناه لك من قصائد
شعرك وفيها نبل خواطرك الادبية
وكتاباتك حول جهاد نوفمبر الجزائر وسيرة الامير عبد القادر وهمومك حول كفاح العراق وفلسطين .
لدي ديوان ( ام المعارك في ديوان الشعر الجزائري) الذي نشرناه قبل
قرابة ربع قرن ضم قصائدك الرائعة مع نخبة وكوكبة هامة من شعراء الجزائر ، وقد دونتها ونشرتها في حينها في مجلة الجيش،
كان العراق هاجسك وملهمك، كدجلة التي سميت
بها كريمتك الكبرى. لقد فاجئتني حينها بنصوص قصائدك وانا استلمها بخطك وقد نشرناها باتفاق معك
وباسمك المحبب لك ، نعم احببت نشرها
باسم ابو دجلة وهو ذلك الاسم
المحبب لك ، وهكذا كان وسيظل العراق فخورا
بك وبصحبك المجاهدين الجزائريين، حين وقفت
معه مجاهدا حتى لحظة رحيلك الاخيرة.
لن ننساك ابا
دجلة، الخير، ولكن الموت حق ، وعلينا ان نؤمن به. وما علينا
الا ان نترحم عليك دائما، ونرفع دعاء
استحقاقك بجنة الفردوس ونتقدم لاسرتكم
الكريمة بجميل الصبر والسلوان .
انا لله وانا
اليه راجعون.
ا.د. عبد الكاظم العبودي
الامين العام للجبهة الوطنية العراقية.
16-5-2020
Reacties
Een reactie posten