ثورة تشرين العراقية ..الى أين ؟؟ ..بقلم يوسف الحاج
ثورة تشرين العراقية ..الى أين ؟؟
يونس الحاج
اليوم الاثنين ١١ أيار - مايو
سبعة أشهر مضين
من الثورة العراقية في مشهد قل مثيله في تاريخ الثورات ، تحمل فيها الثوار كل
مؤامرات السلطة الجائرة ومخططاتها الخبيثة التي تمكنت الى الان من احتوائها وعدم
احترام رأي الشعب او الاستجابة لمطالبهم المشروعة .. وعملت على تشويه صورتها
ومبادئها التي انتجتها هذه الثورة بوحدة الشعب العراقي ونبذ الطائفية ورفض كل
اشكال المحاصصة والفساد والاهم رفض الاحزاب التي جائت مع المحتل وتعمل للمحتلين
الامريكي والايراني.
طول مدة الثورة
كان بسبب عدة عوامل أهمها المخططات الخبيثة للسلطة وأحزابها وتهديدهم للثوار
والمعتصمين بالخطف والاغتيال والاعتقال والتغييب القسري ، ومن العوامل أيضا انحسار
اعداد المتظاهرين والمعتصمين بشكل كبير بسبب هذه التهديدات التي طالت بيوتهم
وعوائلهم .. اضافة الى قلة الدعم المقدم للثوار من طعام وماء وأدوية ومستلزمات
أخرى ، ورفض المستشفيات استقبال جرحى التظاهر او اجراء عمليات عاجلة لحالات
الاصابة
..
ومن أجل سحب
البساط وركوب موجة التظاهر وبهدف القفز في الواجهة لقيادة الساحات ، تمكنت السلطة
والاحزاب من دس مجاميع في الساحة وتشكيل تجمعات تدعي انها من صلب الثورة وتقودها
بهدف سحب البساط من القيادات الحقيقية الموجودة
سواءا بالترهيب او الترغيب اودفع مبالغ مالية بسيطة جدا لبعض المغرر بهم ..
رغم كل تلك
المخططات الخبيثة للسلطة واحزابها الا ان الثورة مازالت متقدة لم تنطفيء جذوتها
ورغم الحظر الصحي والتهديدات الحكومية والميليشياوية ، الا ان الشباب المعتصم
مازال متواجد وبقوة بل ويعمل على استقطاب الجماهير للحضور والمشاركة الفاعلة ..
وأكثر هؤلاء الشباب ومنهم من المحافظات مستمر بالاعتصام والتظاهر لفترة اكثر من
ستة اشهر فمنهم من لم ير أهله طيلة هذه الفترة وأغلبهم يعانون الفاقة المادية
وانعدام كل فرص العمل والتعيين ، وفيهم من يحمل شهادات عليا ..
الدعم المادي
للساحات أثر كثيرا على اطعام الثوار بسبب
طول المدة وتهديد الحكومة والميليشيات للداعمين وعدم السماح بمرور الدعم بالسيطرات
العامة وفي مداخل ساحة التحرير من جميع جهاتها .. ومع هذا فهو لم يكن مستحيلا عند
البعض ممن آمن بالثورة وأهدافها النبيلة واستمر بالدعم من خلال التبرعات الطوعية
التي ساهمت كثيرا بثبات الثوار في اماكنهم وعدم مغادرتها ..
اليوم يتهيأ
الجميع لاستعادة مجد الثورة التشريني واستعادة نشاطها ودورها في رفض النظام
والمطالبة باسقاطه ومنهم الكثير من يطالب بالتصعيد ، ونحب أن نقول ان التصعيد
مطلوب في هذه المرحلة ولكن بشرط التزام الوقاية الصحية أولا وعدم الاندفاع وراء
الدعوات المشبوهة بدفع الثوار لاقتحام المنطقة الخضراء لانها مكيدة ومصيدة مدبرة لهم
، وهو الامر الذي لم يحن وقته بعد ، ويحتاج الى مشاركة جماهيرية كبيرة ودعم لوجستي
مستمر
..
أفرحني يوم
الخميس الماضي موقف رجل ثمانيني (( ابو ضياء اللامي )) ذو اللحية البيضاء الوقورة
وهو من أيقونات الثورة ويحمل دوما عصا تعود لقوات الشغب اخذها منهم بالقوة حينما
ارادوا ضربه وهو لم يتخلف عن اي تظاهرة ولم يتخلف عن الساحة منذ انطلاق الثورة ،
دخل الخيمة علينا الساعة الرابعة عصرا وهو بحالة صحية تعبانة رافضا اي دعوة لعودته
الى بيته حاملا عصاه وحقيبة فيها صور كل شهداء الثورة ويقول هؤلاء ابنائي كيف انسى
مواقفهم البطولية التي ضحوا بارواحهم من اجلنا .. حتى ان ابنته اتصلت عليه واعطاني
هاتفه لاجيبها وابلغتها انه وصل سالما وهو بين ايدي ابنائه .. جاء هذا الرجل وهو
صائم ليشارك في تظاهرة الساعة الرابعة عصرا الي تمت الدعوة لها ولايريد التخلف
عنها
..
هذه حالة واحدة
من مئات الحالات من الرجال والنساء الذين لم يغادروا الساحة والتي تحفز الشباب على
الصمود والثبات والاستمرار بالثورة .. ونحن نقول ان الثورة مستمرة وستستمر لحين
طرد كل الفاسدين ، واليوم شعارها الوحيد هو اسقاط النظام باكمله ولا شعار لهدف لهم
غيره
وما النصر الا
من عند الله ..
ومن الله
التوفيق
Reacties
Een reactie posten