العملاء يبدلون جلودهم
فالح
حسن شمخي
تلجأ
الاحزاب والكتل والتيارات العميلة في العراق الى تبديل وتغيير لون جلودها استعدادا للانتخابات التي فرضت
عليهم نتيجة تضحيات شباب تشرين ، تفعل كما
تفعل الافاعي في الاحراش والجحور والكهوف
نتيجة خوفها او استعدادها لاقتناص فريستها .
يثير
رؤساء الكتل ومن معهم هذه الايام القرف والرثاء وهم يستعدون للانتخابات يتجولون
بالطرقات ويقدمون الولائم ، وهم لايعرفون ان الشعب ولاسيما الشباب قد عرفهم وعرف
لعبهم على حبال السياسة كما يلعب الراقصون في السيرك، فهؤلاء الذين استغفلوا
الاوربين والدول المحيطة بالعراق ليدفعوا لهم مالذ وطاب ايام المعارضة على امل
الحصول على جزء من الكعكة العراقية .
نتحدث اليوم عن نموذج من هؤلاء المرتزقة والذي
اوهم خونة فنادق الخمس نجوم قبل الاحتلال بشعبيته وبطولاته الخارقة ، وهو العميل
المزدوج "جيمس بوند" في عراق مابعد الاحتلال وهو الورقة القادمة امريكيا
بعد ان وصل الحال الى ماوصل اليه ، انه وكما ارى الفارس بلا حصان والمحارب بلا سيف
والفلاح بلا منجل والكاتب بلا قلم وهو الذي ينطبق عليه المثل العربي القائل "
لازاد حنون بالاسلام خردلة ولا النصارى لها شغل بحنون" والذي ينطبق عليه
المثل العراقي الجنوبي " على حس الطبل خفن يارجلي" .
يظهر
علينا هذا العميل بطلعته التي لاعلاقة لها بالبهاء مبشرا بمستقبل زاهر للعراق
وشعبه وكأنه " سيفتح براغي الجسر " او " يجيب السبع من ذيله"
، يظهر علينا وقد ارتسمت صورة اسواق النخاسة ومهرجانات العهر الفكري عليه وهو يدعو
الى حملته الانتخابية التي مولتها الصهيونية العالمية وبقرار ايراني .
ان من سخرية القدر ان بضاعته التي يتاجر بها هي
عراق الحضارات وعراق الرجال فهو لم يصدق نفسه بان جمهورا حضر لمشاهدة عرضه
الكوميدي الهزيل بفعل الدولار وهو يتغابى عن ان الذين حضروا دعايته الانتخابية
كانوا هم انفسهم من تشققت حناجرهم في الهتاف (بالروح بالدم ...) ، مع الفارق في ان
مشجعيه حضروا على امل الحصول على وليمة دسمة او حفنة دولارات ... ،
انه
كالفقاعة و كالسراب يقول اكثر ممايفعل، له ضجيج ويصدر صوت كريه ، لم نره يرفع
بندقية دفاعا عن العراق او يقول كلمة يتصدى بها للفساد والمفسدين ، فكل ماقاله
ومايقوله لايتعدى الكلام الاجوف فهو لايعرف حقا مايريد او انه ، ينتمي الى فصيلة
السفسطائين الذين جاء بهم المحتل الى العراق ونصبهم على رقاب الشعب فهو اذا تحدث
لايتوقف واذا وفقك الله في ايقافه لا تعرف معنى لما يقول ويبدو ان هؤلاء ينتمون
الى مدرسة واحدة ويعتقدون ان العمل السياسي هو " فهلوة" كما يقول اخوننا
المصريون او انهم تأثروا بموجة العبث واللامعقول التي انتشرت في اوربا بعد الحرب
العالمية الثانية والتي اعلنت موت اللغة .
يظن
الخائب بأنة ينتمي الى مدرسة ابناء العراق
الذين يختزنون في اللاوعي الجمعي طاقة هائلة خلاقة اكتسبوها من نضال دؤوب في
مقارعة القوى الامبريالية والصهيونية والشعوبية وبالتالي فليس سهل على اي حاوي او
دجال مشعوذ ان يمرر بضاعته النتنة على الشعب والمثل العراقي يقول ان فلان"
مفتح باللبن" وانا اقول " بالتيزاب" فالشعب فتح بالتيزاب لاسيما بعد
ثورة تشرين ودماء الشباب التي سقت الارض .
ادعوك
يا وضيع الى اللعب بعيدا عن العراق وشعبه فأنت لاتعرف من " الفرس غير
اذنه".
يطل
علينا الحاوي اليوم بلعبة جديدة لعله يحصل على عظمة من الوليمة التي تقدم للكلاب
الذين يلبون دعوته لمناقشة الانتخابات في العراق وباسلوب اللعب والمتاجرة والايحاء
بأن لديه قوة ويبدو انه لا يخجل من ان يعلن عن نفسه في العلن و يبدو انه لايعرف
المثل العراقي القائل" موكل من صخم وجهه صار حداد" ، والمثل الجنوبي
القائل " يتلطخ بدم المجاتيل" ، اصحى ايها الحاوي الدجال فانت في حضرة
العراق وشعبه.
هل عرف
احدكم من هو هذا المرشح؟
هو
الافعى التي تبدل جلدها ولونها ، وفحيحها يملاء الفضائيات .
هو
الحمار يظن انه اسد .
هو
الذيل الذليل الذي يحركه الاجنبي .
هو
الذبابة التي لاتعرف ان حديقة الورد افضل من مكب النفايات .
انصاف
الرجال الذين خدمتهم الصدفة ، حينما قررت امريكا غزو العراق.
Reacties
Een reactie posten