جودة كعك السيد و رداءة خطاب السيد / بقلم حيدر هادي الخفاجي

جودة كعك السيد و رداءة خطاب السيد 


حيدر هادي الخفاجي

لم يتعلم السياسيون الشيعة وخصوصا الخط الاول منهم لحد الان الدرس الذي تلقنوه مرتين ، الدرس الاول كان على يد ابناء الشعب في انتفاضة تشرين العظيمة و الدرس الثاني في الانتخابات الاخيرة التي ما زالت ( دموع ) الخاسرين فيها ساخنة لم تجف و لم تبرد بعد .

السياسي الشيعي الذي يتصدر المشهد منذ نيسان ٢٠٠٣ والذي عاد  يمتطي دبابة الاحتلال الامريكية توهم منذ اول دقيقة احتلال بأنه يشبه ابطال الافلام الكاوبوي الامريكية فصار يرى نفسه في المرآة لا يختلف عن ( كلينت استوود) أو ( تشارلس پرونسن) أو ( رونالد ريغان) ، وصار يهيم حبا بنفسه فيصدق كل الاكاذيب على اختلاف مصادرها سواء من نفسه او المحيطين به من الجهلة و الانتهازيين و التابعين قلبا و ضميرا الى اي دولة اخرى غير العراق.

تسعة عشر و مازال القادة السياسيون الشيعة لا يجيدون مخاطبة الشعب و لا يتفهمون حاجات و اهواء الناس و مازال هؤلاء الذين يشكلون ( مخلب الفساد) الاول الذي ينهش بلحم ابناء الشعب يخاطبون الشعب من خلال دينهم الذي كفر به الشعب و بالمذهب الذي اصبح من يدعون حمايته هم اول من يسيء اليه و يقايضه بالفتات الذي يرميه اليهم اعداء المذهب ، ما زالوا يتكئون على اسم ( أهل البيت ) الذين شوهوا صورتهم و تاريخهم بلعقهم لاحذية اعداء ( اهل البيت ) و منحوا مفاتيح البيت الشيعي و مفاتيح الوطن و مفاتيح بيوتنا التي هجرناها الى اعداء الوطن و الله و الدين و المذهب و قبل كل هذا الانسانية .

لم يزل يعتقد القادة من السياسين الشيعة بان فرض الحجاب و الصلاة و زيارة اهل البيت و اللطم و مجاملات مثل ( خادم الحسين اغاتي ) و ( عظم الله اجرك سيدنا ) و مطاردة قناني ( البيرة ) في مدن الوسط و الجنوب و سب ( محمد رمضان ) على المنابر هو الطريق الامثل لبناء الوطن و هو ما سينقل الجمهور الشيعي من مرحلة ( (المظلومية) إلى مرحلة (العدالة) أو ( الرفاهية ) وهم يتناسون بانهم هم انفسهم قد تحولوا من ( مظلومين ) الى (ظالمين) و من ضحايا الى (جلادين) ..

لم يستطع السياسيون الشيعة ان يدفعوا الى الواجهة اية شخصية مقنعة بل ان مرور تسعة عشر عام و رئاسة الوزراء فيها بايديهم اثبتت انهم لا يمتلكون اهم صفة او خاصية يتمتع بها القيادي وهي صفة اختيار الاشخاص للمناصب بل تراهم على العكس فانهم يجيدون اختيار اللصوص و الشخصيات الهزيلة و الاغبياء ليتسلموا المناصب المهمة و الحساسة ليسيروا بالبلاد و العباد الى التهلكة . 

القيادات السياسية الشيعية تفتقد الفراسة و بعد النظر لان نتاج بيئة يشترك فيها المذهب كاختصار للدين و العشيرة كأختصار للسلطة ومن هذين المصدرين يستمدون افكارهم و تصوراتهم عن اليات ادارة الدولة و اسبقيات القرارات حتى ان احدهم و قد كان رئيسا للوزراء قد اوقف عملية أمتية مهمة كانت ستبدأ بعد الحصول على موافقته باعتبارا قائدا عاما للقوات المسلحة ولكنه الغى العملية   لانه ( استخار) و كانت النتيجة الاستخارة هي عدم الموافقة و الغاء العملية الامنية .

القيادات الشيعية السنية هي اخر من يمكن ان يخطط و ينفذ و يدير دولة و من يخالف هذا الرأي ساواجهه بتسعة عشر عاما من الفشل في البناء و اعترافات القادة انفسهم بوجوب مغادرتهم للعملية السياسية …

ان السمعة التي حققها كعك السيد منذ تاسيسه عام ١٩٠٦ تشير الى اهمية البحث و التطوير  (R&D) و التسويق في اي عمل له جمهور و زبائن بينما يتضح جليا من خطاب ( السيد )الاخير بأن (المكوّن الاكبر ) هو الحجة التي اسقطت ( الاطار و اللوحة )بسبب سوء الادارة وبان العقليات المتخلفة لهذه الكتل و الاحزاب ستبقى حبيسة خطابها الغبي للشارع و الجمهور و ستموت كالدجاجة و ( عينها على الزبالة) !!

٦/٢/٢٠٢٢

    عمّان

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي