ملك العراق الموسيقار شولكي الذي حكم سومر بالحب والقانون والأدب والموسيقى
ملك العراق الموسيقار شولكي الذي حكم سومر بالحب والقانون والأدب والموسيقى
ولد الملك شولكي سنة (2111ق.م) في مدينة أور (مدينة القمر) والحاضرة السومرية السعيدة الغافية على ضفاف نهر الفرات.
, كان الملك شولكي إنسانًا عظيمًا،كما كان ذا ذكاء بالغ، تعلم الموسيقى التي كان يعشقها ولا ينام إلا على صوتها الدافئ، حتى كان موسيقيًا متخصصًا ماهرًا يعزف بأية أداة وترية أو هوائية، لأنة يلم بتقنيات الأصابع ويفهم مختلف أنماط التأليف الموسيقي، وقد ألف الأغاني كلمات وموسيقى وأعطاها لمدارس الكتبة في كل من (أور ونفر ) وعندما اعتلى (شولكي) دكت الحكم على أكبر إمبراطورية شهدها العالم لم تغب الموسيقى عنة أبدا لأن الشعب السومري كان شعبًا مرهف الإحساس متذوق للنغم الموسيقي ,حتى أنه كان يسمي نفسه ب(الملك الموسيقار) فبالموسيقى دخل قلوب الناس وكان في المناسبات المختلفة لبلاد سومر يخرج شولكي ويعزف هو بنفسه لشعبه مقطوعات موسيقية، وكان من أشهر آلاته الموسيقية قيثارة وصفت بأنها ذات (ثلاثين وترًا) واله موسيقية أخرى سميت باسم أحد ملوك كيش القدامى (أورـ زبابا) , وأسس شولكي دار لتعليم الموسيقى في قصره , وهو يشبه إلى حد كبير معهد الموسيقى العالي في الوقت الحاضر
وأيضا من أهم أعمال ذلك الملك العراقي هو القضاء على الأمية ومحاربتها فقام بنشر المدارس في كل أنحاء دولته وجعل جميع أبناء امبراطوريتة من الذين يقرءون ويكتبون كما يشير أحد النصوص المسمارية ذلك , وأنا أرى إنها كانت مدارس بها كل وسائل جذب الطالب .
وكان شولكي يحترم كل المعتقدات الدينية المختلفة للبلاد التي هي تحت سلطته ، ولم يفرض معتقدة أو دينه حيث انه أمر ببناء معبد للإله (شرشيناك) في عيلام حيث تشير البقايا الاثارية التي عثر عليها في سوسة.
وأهتم شولكي بطرق المواصلات بين ولايات دولته , ويفاخر في نص له انه وسع الطرق وجعلها مستقيمة , وأمن طريق السفر وبنا عليها استراحات كبيرة زرع حولها الحدائق وأقام فيها الأشجار حتى إذا ما أتى المسافرون فيمكنهم أن ينعموا بظلها البارد , وكانت دور الاستراحة هذه تقدم مجانا المبيت للمسافرين .
ومن أعمال شولكي المهمة في بداية تولية لحكم الإمبراطورية الكبرى هو تقسيم دولته إلى ولايات لكل ولاية حاكم يدورها من هذه الولاية وتتمتع ببعض الحريات والاستقلالية وعدم المركزية.
وقام شولكي بالقضاء على التصحر وذلك من خلال زرع الساحات بالحدائق , وتشجير جوانب الطرق , فكانت الساحات الخضراء تعم جميع أرجاء الدولة،
وما التفت إليه الرئيس شولكي هو فصل الدين عن السياسة , وأصبحت الدولة تدار من قبل القصر وليس من قبل المعبد , وهذا ما يشهد به قصره الكبير الذي بناه في أور حيث بعهده سيطرت الحكومة على الموارد الطائلة للمعبد , وقد فعل ذلك بوضع جميع أملاك المعابد تحت سيطرة حاكم الولاية وبهذا أصبح الحكم مدني.
وكان شولكي أول ملك معروف يذيع على الناس مجموعة من القوانين يذكر فيها صراحة إن الهدف من هذه القوانين حماية الضعيف اقتصاديا من الغني أو كما يعبر شولكي ((لم اسلم اليتيم للرجل الغني )) ((ولا الأرملة للرجل القوي )) , وللعلم كانت المرأة في عصر شولكي تحظى بالحماية واحترام حقوقها .
وأهتم شولكي بالعمران والبناء فقد أكمل بناء زقورة أور , وزقورة الوركاء , وتجديد بناء حارة (تمال) موضع عبادة الآلهة (ننليل) في مدينة نفر.
ولقد كان شولكي أديب يكتب الشعر والتراتيل , وكان اسلوبة ذا اسلوب أدبي رفيع.
فهو يجمع بين السياسة والاقتصاد والفن والأدب والموسيقى واحترام الآخر ، وحب الناس جميعا، فكم نحن بحاجة الآن لشخص مثل شولكي العظيم يقود ذلك البلد العظيم .
منقول عن صفحة الدكتور غازي فيصل حسين في الفيسبوك
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=140748538532751&id=100077928165149
Reacties
Een reactie posten