عودة الوعي بعد العام ٢٠١١ / بقلم د- فالح حسن شمخي

 عودة الوعي بعد العام ٢٠١١

د- فالح حسن شمخي 



انطلقت الاحتجاجات الكبرى للشعب العراقي العام 2011 ، بعد ان تمت صحوة  الشعب العراقي وبالمقدمة منهم الشباب على ان ماجاء به المحتل الامريكية ماهي الا اوهام ، وبعد ان تحطم شعار (ماكو ولي الا علي ونريد قائد جعفري ) ، على صخرة سلوك الاحزاب الدينية الولائية ، وعلى الاطماع الفارسية التوسعية في العراق والعواصم العربية الاخرى .

 وكان التأثر بما حدث في الوطن العربي واضحا وجلي ، فقد بدأت الاحتجاجات في العراق منذ مطلع شهر شباط عام 2011 متأثرة  بالاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 وبخاصة الثورة التونسية و الثورة المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. والمعروف ان الذي قاد تلك الاحتجاجات شباب  يطالبون بالقضاء على الفساد وإيجاد فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين، والدعوة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. 

ان ابرز ماحدث في تلك الاحتجاجات والتي كنا شهود عيان عليها ، هو رفع شعار ( ايران بره بره بغداد تبقى حرة )، لاول مرة ، ثلاثين شاب رفعوا هذا الشعار وهرولوا حول ساحة التحرير ، ازداد العدد في الهرولة الثالثة ، الامر الذي جعل رأس النفيضة في هذه الهرولة يندفع باتجاه الحواجز الكونكريتية التي اغلقت جسر الجمهورية ، هذه الحركة اثارت العميل كمال الساعدي الذي كان عضو البرلمان عضو لجنة الدفاع والذي  كان يقف بالطابق الرابع من المطعم التركي لمراقبة مايجري ، وهنا صدرت الاوامر للطائرات السمتية بالهبوط لتكون قريبة من الارض وبفعلها هذا اثارت الغبار والحصى الذي اصاب المتظاهرين ، فتم الانسحاب ، لقد نجى من الاعتقال المتظاهرين الذين سلكوا  الازقة خلف سينما الخيام ، اما الاخرين فتم اعتقال الكثيرون منهم .

للاطلاع : كمال الساعدي خريج حوزة في ايران يقيم في كوبنهاكن - الدنمارك ، عمله روزخون ، يبيع اللحم الحلال قبل الاحتلال الامريكي العام ٢٠٠٣ ، حصل بعد الاحتلال على دكتوراه لغة عربية من جامعة بغداد ، واجرى عمليات تجميل وترك حزب الدعوة وعاد الى الدنمارك بكل ما تخف وزنه وغلى ثمنه .


احتجاجات عام ٢٠١١ كانت هي البداية الشعبية الكبرى والتي تلتها احتجاجات وتظاهرات اخر هنا وهناك ، الى ان خرج الشعب العراقي وفي المقدمة الشباب في ثورة تشرين العظيمة التي اسست لفهم ووعي جديد لما  حدث بعد الاحتلال وماسيحدث ، لقد تحولت ثورة تشرين الى مرجعية ومعيار للفرز بين الوطني وبين العميل ، لقد اكد ثوار تشرين بانهم ورثة الاحتجاجات التي انطلقت عام ٢٠١١ ، وبانهم تقدموا على احتجاجات عام ٢٠١١ في وعيهم ونضجهم وشعاراتهم ، فاذا كان شعار ( ايران برة برة بغداد تبقى حرة )، شعار شخص الدور الايراني في العراق ، فأن شعارات ثورة تشرين ( نريد وطن )، ( العن ابو ايران لابو امريكا ذيل لوكي )، هي شعارات  شاملة،  فلن يكتفي الشعار بايران التي استعمرت العراق استعمار استيطاني ، بل شمل امريكا والذيول الذين عبثوا بالبلاد .


مالذي سيحدث بالانتفاضة التشرينية القادمة ، واي شعارات سترفع ؟

مالذي سيقوله العملاء والذيول عن ثورة تشرين القادمة ، عملاء سفارات ، اولاد رفيقات ، بعد ان سقطت كل اتهاماتهم؟

مالذي سيفعله الشعب العراقي في دعم ومساندة الثوار؟

هل سيتم اختراق ثورة تشرين من قبل البعض من الذين زجت بهم الاحزاب الدينية ؟ 

لقد شاركنا في احتجاجات عام ٢٠١١ ، وكنا ضيوفا على ثورة تشرين ، وسنكتفي هذه المرة بالمتابعة والمراقبة والدعم ، مع احساس بأن خروج التشارنة بعد ايام سيكون زلزال يهز عروش السراق والعملاء والمليشيات الولائية ، كلنا امل بالوشاح وضرغام والشباب الاخرين والذين تبلورت لديهم خطة استراتيجية وتكتيكية واضحة وهذا ما تابعناه عبر وسائل الاتصال .

حما الله العراق 

حما الله الثوار الشباب وحفظهم ، انهم الامل والضوء الاخير .



Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي