الحلبوسي ووهم الزعامه... بقلم هارون محمد



الحلبوسي ووهم الزعامه...

بقلم هارون محمد

منذ وقت مبكر في الدوره البرلمانيه السابقه وقبل ان يتسنم محمد الحلبوسي منصب رئيس مجلس النواب عقد صفقه مع ابو مهدي المهندس الذي تعرف عليه من خلال رئاسته للجنه الماليه وتقديمه تسهيلات للحشد الشعبي و بعد ان وجد المهندس في الشاب محمد الحلبوسي طموح جامح بالوصول الى السلطه والامساك بمفاتيحها حيث قدم الحلبوسي نفسه للمهندس بانه ممكن ان يكون حليفهم في محافظة الانبار اذا ساعدوه في استلام منصب المحافظ وتعهد بان يسمح لفصائل الحشد ان تدخل للمحافظه وصولاً للحدود السوريه . التقط ابو مهدي هذا الطموح لدى الحلبوسي ووجد فيه فرصه لابعاد الوجوه السنيه المعارضه للحشد ولايران وقال له  ماهو المطلوب تقديمه لمساعدته في هذا الامر وكيف يضمن كسب ثقة نصف عدد مجلس المحافظه ، اجابه الحلبوسي بان المفتاح يكون من خلال القضاء ذلك ان اعضاء مجلس المحافظه عليهم ملفات قضائيه تتعلق بالتصرف باموال المهجرين . سلم ابو مهدي مفتاح القضاء للحلبوسي من خلال ترتيب العلاقه مع فائق زيدان ليتلاعب الحلبوسي باعصاب ومصير اعضاء المجلس ويحبرهم على التصويت له مقابل حل قضيتهم في القضاء. وطور الحلبوسي علاقته الحميمه مع زيدان ليسافرا معاً وعمل معه شراكة ليالي حمراء واموال وعقارات في دول متعدده فضلا عن تسجيلات فديويه جعلت الحلبوسي يتشدق بان زيدان في جيبه وبالفعل استخدم الحلبوسي زيدان لتصفية خصومه وترتيب نتائج الانتخابات مثلما يريد وزاد على ذلك ان الحلبوسي عقد تحالفاً مع زيدان يتم من خلاله حمايته في مجلس القضاء وعدم تعديل قانون مجلس القضاء كما يريد مدحت المحمود وبالتالي ضمن فائق زيدان استمراره في رئاسة مجلس القضاء ومحكمة التمييز.

وبالفعل نتج تحالف زيدان المهندس الحلبوسي عن اجتماع مع قاسم سليماني في بيت ابو مهدي ليتم الاتفاق على تولي الحلبوسي رئاسة مجلس النواب وان يكون اداة طيعه بيد ابو مهدي ومقابل هذا اطلاق يده بالمشهد السني .

وبعد ان تربع الحلبوسي على سدة المنصب ابتدأ بتصفية شركائه والتخلص منهم وابتدا بالخنجر وجمال الكربولي والزوبعي وابو مازن لكن الاخير لجأ الى قاسم سليماني والمهندس لتسوية صراعهما .

عاش الحلبوسي وهم زعامة المكون السني واحاط نفسه بعدد من الامعات مثل عبدالله الخربيط ومحمد الكربولي ويحيى المحمدي وفالح العيساوي التي اصبحت ابواق او كلاب تعوي يوجهها الحلبوسي على خصومه مثلما يريد كما استطاع الحلبوسي ان يبني امبراطوريه ماليه من اموال العقود في الوزارات التابعه له ومن سيطرته على موازنة محافظة الانبار والتي يعرف القاصي والداني نسبة ١٠./. من كل عقود المحافظه  والتي تذهب الى الحلبوسي من خلال مكتب صيرفه معروف ،وكذلك الاموال التي حصل عليها من دول خليجيه مقابل ان يكون عميلاً لها.

لا اريد ان استرسل كثيرا ولكن اقول ان الحلبوسي اذا تصور نفسه انه يستطيع ان يكون زعيما سنياً فانه واهم لان احد اهم شروط الزعامه ان يستطيع كسب احترام معيته وهذا مايفتقده لان اغلب النواب الذين حوله اما خائفون من ملفات قضائيه او انهم صعدو بالتزوير الذي رتبه لهم اي لايوجد شخص محترم حوله والبعض  الاخر متواجد مع الحلبوسي طمعاً في المكافئه الشهريه والبالغه خمسة ملايين دينارالتي توزعها لهم نهله الفهداوي او زيتون الدليمي امعاناً في اهانتهم، والحلبوسي لايحترم هؤلاء النواب وغالبا ما يرفض لقائهم او يجعلهم ينتظرون في كرفان الحمايه لينتظروا دخولهم ويعلم هؤلاء النواب ان الزعيم الحقيقي والامر والناهي هو ليس الحلبوسي وانما هيثم شغاتي ابو عرب والذي يقابل الحلبوسيي بالشورت او الگلابيه حتى في حالة وجود ضيوف لدى الحلبوسي كما ان ابو عرب عندما يصف اي نائب من الجالسين يقول (هذا الثور فلان شعنده هنا ).
والحلبوسي لايصلح زعيم لانه غارق بالمسائل الصغيره فهو يستفزه اي نقد على صفحة فيس لشاب او طفل صغير ينتقدته ولايمانع من معاقبته من خلال القضاء او نقله من دائرته.

والحلبوسي لاعلاقه له بمصالح السنه اوقضاياهم والذي يهمه هو رضى اسياده الايرانيين والمليشيات وقد شاهدنا ذلك عندما خرج يبرر موضوع الجثث التي عثر عليها قرب جرف الصخر والتي ادعى بانها جثث لقضايا شرف وليس جثث مغدورين من ابناء السنه وكذلك لم يحرك ساكنا حول المقبره الجماعيه التي ظهرت قرب الفلوجه ولم يكشف عن مصيرها لحد الان .

والحلبوسي فاسد ويعلم فساده كل محيطيه وهو يبعد الكفاءات ويقرب الامعات المطيعين وتستطيع القول ان اغلب اصدقائه من ( العفطيه) او اولاد الشوارع  واقرب المقربين له هو محمد الكربولي الذي يتميز باخلاق العربنچيه والساقطين الذي لايخلوا لسانه من الالفاظ النابيه.

ويعلم النواب السنه بان الحلبوسي يكون امام عدنان فيحان او احمد الاسدي او جماعة التيار الصدري كالقرد بينما يكون ضبعاً على زملائه من اتحاد القوى وكثيراً مايتذمر هؤلاء النواب بانهم لايحصلون على اي دور في جلسات البرلمان.

اخيرا الحلبوسي هو احد اغلاط الزمن الذي افرزته العمليه السياسيه وسيكون مصيره في مزابل التاريخ الى جانب ابو رغال والعلقمي.

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي