مِنْ قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيميائية ؟ / بقلم أَ. د . أَبولهيب


مِنْ قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيميائية ؟

أَ. د . أَبولهيب

قرأت عدد مِنْ المقالات على مواقع مختلفة، مِنْ آراء الكتاب ، ولكن كل ما كتبوا مِنْ الآراء لَنْ يستند على مصدر موثوق ، فقط آراء شخصية ، لذلك أَرَدْتُ  أَنْ أَوضح لحضراتكم هذا الموضوع بدقة مستنداً على معلومات دقيقة التي كنت اعرفها عن قريب .                       

في عام 1988 كان لدى الجيش العراقي لواء كامل مِنْ العسكر على الحدود الايرانية فى قضاء بنجوين ، مقسمة كالاتي :                 

فوج منتشر حول قضاء بنجوين لحماية المنطقة .                                                    

وفوج آخر منتشر في منطقة ناحية نالباريز العائدة لقضاء بنجوين .                             

والفوج ألثالث منتشر حول ناحية سيد صادق وخورمال وعَنَبْ وحدود قضاء حلبجة ، في بداية شهرآذار 1988 هجمت القوات الايرانية بقوة كبيرة تعدادها 45000 جندي ايراني ، والمتطوعين ، وقبل الهجوم قام طيران الجيش الايراني بقصف مكثف على جميع مواقع الجيش العراقي بالقنابل الكيميائي مِنْ نوع غاز سيانيد ، واستشهد اكثرية قواتنا في تلك الهجمة الشرسة ، وبعدها هجموا على المعسكرات العراقية واستطاعوا أن يلقون القبض على البقية لكونهم متاثرين بذلك الغاز واخذوهم الى ايران ، وحل محلهم الجيش الايراني ، وهدفهم احتلال مدينة السليمانية ، زحفت قوات الايرانية احتلت مدينة بنجوين وناحية نالباريز وناحية سيد صادق وناحية خورمال وعَنَبْ ومِنْ ثم مدينة حلبجة ، على أعقاب ذلك جاءت قوة ضاربة أخرى مِنْ الجيش الايراني ، باتجاه مدينة السليمانية ، إِحتلت ناحية عربت التي بعيدة عَنْ مركز مدينة السليمانية 20 كم .                                            

لذلك رداً على هذا الاعتداء السافر أمام العالم ، ولكن لم يحركوا الساكن ، علماً بِأَنَّ قتل من ذلك الهجوم أَكثر مِنْ 5000جندي عراقي متاثراً بغاز سيانيد القاتل ، والبقية اصبحوا معوقين أو فقدوا البصر ، وهذه كارثة كبيرة تركت أثر مؤلم لدى القيادة العراقية ، وقد صدر قرار بقصف جميع مواقع العدو الايراني بِألاسلحة الكيميائية ( غاز خردل ) لانه لايوجد لدينا غاز سيانيد ، وكل الدول الغربية تعرف هذه الحقيقة لانهم قد باعوا لنا المواد الاولية لتلك القنابل .    والتقارير الاولية لِلْأَجهزة الاستخبارية للدول الكبرى أكدوا في حينها بِأنَّ العراق قصف  محيط مدينة حلبجة أي المعسكرات الايرانية بالاسلحة الكيميائية ( غاز خردل ) أَما داخل مدينة حلبجة قصفت مِنْ قبل القوات الايرانية بِغاز سيانيد القاتلة .                                 

 وفي حينها لَمْ تسمح القوات الايرانية للصحفين دخول المدينة وذلك حتى لاتنكشف مؤامرتهم ونقلوا جميع جثث الجنود الايرانية الذين فروا من القصف العراقي الى داخل مدينة حلبجة ، وإِنَّ ضربة مدينة حلبجة مؤامرة في حينها على الحكومة العراقية لاتهامهم بقتل المدنيين ، وتوجد مستمسكات رسمية تؤيد عكس صحة ذلك ، وبعد ثلاثة أيام دخل لمدينة حلبجة الصحفيين والمصورين الايرانيين فقط والتابعين الى جهاز سافاك الايراني برئاسة الصحفي والمصور السينمائي كاوه ، واخذوا صور ونشروها وأثاروا ضجة اعلامية  كبيرة أَمام الرأي العالمي واتهموا العراق بذلك ، وبعد خمسة أيام سمحوا للصحفيين العالميين والمصورين الدخول الى مدينة حلبجة ، أَخذوا الصور وكتبوا ما كتبوا بدون اسناد على كلامهم .                                             

هذا مختصر مفيد للقضية ، وبِما إِنني أعرف تفاصيل هذا الموضوع ، أَردت أَنْ اوضح لِإخواننا والرأي العام هذه الحقيقة ، عِلْماً بِأنني طرحت هذا الموضع فى المؤتمر العالمي الذي عقد فى مدينة طوكيو عام 1989 ، وادان المؤتمر في حينها الوفد الايراني وطردوهم مِنْ المؤتمر ، لان كلامي كان معزز بالصور وافلام واضحة حول الموضوع .

وشكراً لكم لِإتاحتي الفرصة لشرح موجز لهذا الموضوع .   


                                                    

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي