رسالة إلى البابا من مواطن عراقي بقلم / سعد الجودي

 

رسالة إلى البابا من مواطن عراقي

سعد الجودي

السلام على من اتبع الهدى

1- وأنت تزور العراق، من المؤكد أنك سمعت من تقارير دولية بأن العراق هو أسوأ بلد للعيش في العالم، وأنه ضمن أسوأ الدول في الفساد الإداري .. لا إدري هل جئت لتسأل المسؤولين عن سبب تدني مهد النبوة الأولى لهذا المستوى، أم جئت لتبارك لهم عملهم هذا ؟

وبغض النظر عن هذا وذاك ..

أنت تعرف سبب ذلك كله بالتأكيد .

إذ أن الحرب التي شنها بوش الابن والتي سماها بصريح العبارة: (الحرب الصليبية) هي سبب كل ذلك الدمار ..

لعلك ستتنصل من المسؤولية وتقول بأن الفاتيكان لم تطلب منه ذلك .. نعم ربما لم تطلب ذلك بالتصريح، ولكن الفاتيكان هي راعية الصليب في العالم، فلماذا لم تتبرأ من ذلك؟ ولماذا لم تقل بابواتها بأن حملة بوش الابن لا تمثل الصليب؟

إن الديار المهدمة على رؤوس الابرياء، وجماجم الاطفال والنساء، والفقراء المشردين في الداخل والخارج، يلعنون الصليب الذي جئت تحمله في صدرك، لأنه استظلت به الدبابات والطائرات التي قتلتهم وشردتهم وهدت ديارهم ..

2- حين تجولت في الموصل، لا أدري إن كنت تشعر بالذنب من جثث آلاف الأطفال والنساء والابرياء، التي لا تزال تحت أنقاض بيوتهم، والتي دمرتها طائرات التحالف الصليبي، حيث لم نسمع ولو همسة منكم تستنكر عليهم ذلك.

3- فاتيكانكم صرحت بأنك جئت للحج في مدينة النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، مع أنه لا يوجد في أي من أناجيلكم، ولا في الرسائل النصرانية التي تؤمنون بها، أن الحج إنما يكون في مدينة سيدنا إبراهيم عليه السلام، بل الحج عندكم هو في فلسطين، في الأماكن التي شرفها السيد المسيح عليه السلام بولادته، والأماكن التي تعتقدون أنه صلب فيها، وأماكن قيامته، في القدس والناصرة وبيت لحم وغيرها ..

ولكنك جئت لتؤسس ما يعرف بالديانة الإبراهيمية، لتفتح الباب لليهود للحج في العراق، لبداية عهد التطبيع مع الصهاينة الذين يحتلون أرضنا المقدسة فلسطين، وهذه خيانة منكم لسيدتنا مريم العذراء ولسيدنا المسيح عليهما السلام قبل غيرهما، فاليهود هم الذين اتهموا السيدة العذراء، فبرأها الله من بهتانهم، وبحسب عقيدتكم فاليهود هم الذين صلبوا المسيح وقتلوه !!!

4- ختاما ..

نحن نعلم بأن زيارتكم هذه لن تشبع الأيتام الجياع، ولن تمسح دموع الارامل، ولن تعمر الديار المهدمة، ولن تردع الفاسدين ..

لذلك فليس لزيارتكم قداسة ولا بركة ولا شيء مما صدع به المتملقون رؤوسنا.. بل إن زيارتكم لا تختلف بشيء عن زيارة سائر الرؤساء، الذين جاؤوا ليعطوا الشرعية لما ذكرناه في طيات هذه الرسالة .

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي