انتخابات تحت ظلال كاتم الصوت / بقلم ..د- فالح حسن شمخي
انتخابات تحت ظلال كاتم الصوت
د-
فالح حسن شمخي
ماهي
الحكمة من اجراء انتخابات في العراق قبل موعدها ؟ هل ان اجراء الانتخابات قبل
موعدها بستة اشهر هي ذر الرماد في عيون ثوار تشرين؟ هل هناك فائدة سيجنيها الشعب
من البطاقة البارومترية؟ هل سيكون من المفيد مقاطعة الانتخابات والانسحاب عنها ؟
هل
تستطيع الدول التي ستشارك في مراقبة الانتخابات العراقية اعطاء ضمانات تؤكد شفافية
الانتخابات ؟
اعتقد
جازما ان الانتخابات في ظل مايسمى بالديمقراطية في العراق لامعنى لها ، لاسيما وان
الاحزاب الاسلاموية هي من تهيمن على السلطة ، وحتى نكون اكثر صادقين وصراحة مع
انفسنا ، علينا ان نعترف ان هناك تناقض وتصادم
بين الاحزاب الطائفية التي تسترت بعباءة الدين والتي تقدس السيد والشيخ والولي الفقيه وبين الديمقراطية ،
بالاضافة الى ذلك فأن الديمقراطية كمفهوم ومصطلح وافد ولنقل دخيلة على العادات
والتقاليد المتوارثة في مجتمعنا العراقي على وجه الخصوص ، فمن المؤسف ان نقول ان
مجتمعنا لازال عشائريا ونحن نعيش هذا القرن ، والدليل على ذلك هو فيما نراه اليوم
بشكل واضح وجلي من خلال الترويج للمرشحين والذي يتم من خلال السرادق التي ينصبها
المرشحين والشيوخ الذي زاد عددهم في العراق ، والذبائح وموائد الطعام ، فأي
ديمقراطية واي انتخابات والمرشح سيكون
منتجا طائفيا او عشائريا بامتياز .
بالاضافة
الى ذلك فأن المال العام المسروق والمنهوب من المال العام سيستخدم في الانتخابات الموعودة وسيكون له دور
فاعل بحمل لصوص وقطاع طرق الى مجلس النواب القادم وهنا لا استثني احدا ، اما التسقيط
الذي بدأت به الكتل السياسية والتهم المتبادلة والضرب تحت الحزام ، الضرب الذي يدل على سقوط اخلاقي مريع ، والذي
يوحي بأن صراع الكتل والاحزاب والافراد وصل الى
مستوى لايليق بالعراق وشعبه .
هل
ستكون الانتخابات التي يزعم البعض بانها ستجري ستكون بالمستوى المطلوب شعبيا في ظل
هذا الصراع الذي وصل الى الضرب تحت الحزام كما قلنا ؟
الطائفية
المقيته والعشائرية التي تخلت عن اصالتها
وقيمها وانجرفت باتجاه الحصول على المال عبر الفصول و(الدكات
العشائرية )، واستخدام السلاح على طريقة الاحزاب المليشياوية ، والمال العام المسروق والصراع بين الكتل الذي
تتسم به الانتخابات القادمة يؤكد على ان القادم اتعس من الذي مضى ، فالوجوه بما
يسمى العملية الانتخابية ، ستدور كالمياه الثقيلة التي تدور في اوربا لتسقي
المزروعات ، وعلى العكس من ذلك فأن الوجوه التي ستدور في العراق ستكون من اجل
الامعان باذلال الشعب العراقي عبر القتل والتشريد والتجويع.
الطائفية
والعشائرية والمال والتسقيط واستخدام امكانيات الحكومة في كفة والاغتيالات بكاتم
الصوت التي بدأت وسوف تستمر في كفة ثانية ، ان الفواجع التي سيراها ابناء العراق
تحت ظلال كاتم الصوت ستكون ابشع من فجيعة ابناء العراق في سبايكر والزركا والحويجة
ومكيشيفة ومسلسل حرق الاسواق والمستشفيات والهروب من المدن تحت مطرقة الدواعش .
وحتى تكون الاجابة على التساؤلات التي تم طرحها في المقدمة موضوعية وواقعية ، نقول ان العاقل تكفيه الاشارة ، وان من الغباء ان يشارك الشعب في الانتخابات المحسومة نتائجها سلفا ، لاسيما وانها ستجري تحت ظلال كاتم الصوت المنفلت باوامر ايرانية.
ماهو
البديل ؟
البديل الواقعي الاول هو الاستمرار في ثورة تشرين الشبابية والاقتداء
بما يفعله شباب الناصرية ، فالثورة
السلمية هي الحل وهي من ستمكن الشعب من
اسقاط النظام السياسي المسخ المصنع امريكيا والمحمي ايرانيا ، والثورة السلمية هي
الكفيلة بصحوة الضمير الانساني النائم عن مجريات الاحداث في العراق ، والثورة
الشبابية السلمية هي التي ستؤدي الى صحوة الجيش العراقي ليحسم الامر كما حسم في
مصر والسودان ، على الرغم من كثرة التعقيدات في العراق ،
اما البديل الثاني والذي سيتم بعد حصول الاحزاب
الطائفية وسراق المال العام على مقاعد بالبرلمان جراء الانتخابات المزورة فسيكون
العراق :-
١-
دولة فاشلة بامتياز .
٢- تدمير مقومات القوة القادرة على الحفاظ على أركان
الدولة الأساسية.
٣-
التفكك والانزلاق نحو هاوية الاقتتال الطائفي الذي سيكون بمثابة رصاصة الرحمة التي
تطلق على الجسد العراقي .
ان
الذهاب الى الانتخابات واعطاء شيء من الشرعية لهؤلاء الاوباش سيقود العراق الى
التفكك ، فالظروف التي يمر بها العراق الآن كلها تساعد على حدوث مثل هذه الكارثة
لاسيما مع فوز بايدن عراب التقسيم بالانتخابات الامريكية ، وتزوير الانتخابات بقوة
كاتم الصوت لصالح القوى الطائفية ، فالقوى الطائفية لا تعنيها مصلحة الوطن والشعب
بقدر مايهمها تحقيق أجندات طائفية مقيتة تتناغم مع الطموحات الامبراطورية الفارسية
، ومن خلال تصدير الثورة تحت ستار الدين.
Reacties
Een reactie posten