الاحزاب الثورية بين مفهوم اليسار الطفولي والمراهقة السياسية/ بقلم د- فالح حسن شمخي

 

الاحزاب الثورية بين مفهوم اليسار الطفولي والمراهقة السياسية

د- فالح حسن شمخي

نشر كتاب (مرض اليسارية الطفولي) عام 1920 على شكل منشور داخلي.

يقول لينين مؤلف هذا المنشور الذي تحول الى كتاب  (يستحيل الانتصار بدون تعلم علم الهجوم الصحيح والتراجع الصحيح ، إضافة إلى فهم السياق العام إذا اضطرت الظروف إلى نوع من المساومة). ويفرق هنا بين مساومة ومساومة.

ويقول ايضا (ان  العمل السياسي الثوري معركة مستمرة تحتاج إلى مهارة ومناورات كالتي تستخدمها الجيوش إذ يتفق الجميع على أن الجيش الذي لا يعد نفسه لإتقان استخدام جميع أنواع الأسلحة وجميع وسائل وأساليب الكفاح… إنما يسلك سلوكا طائشا بل وإجراميا).

ويقول (إن الثوريين الطالحين غير مجربين ويسيئون للثورة ويصفهم بالنكديين إذ ليس من الصعب أن يكون المرء ثوريا عندما تكون الثورة قد اندلعت واستعر أوارها عندما يلتحق بالثورة كل أحد. إما اندفاعا وراء الأحاسيس أو اقتفاء للموضة أو حتى أحيانا من أجل مصالح وصولية خاصة).

اما المراهقة السياسية فهي بالوقت الذي  لاتختلف كثيرا عن المراهقة على المستوى الشخصي والتي تناولها بالشرح علماء النفس والتي تعني ،  تنقل شخصيه الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والبلوغ ، حيث

سيادة التفكير الانفعالي (العاطفي ) والجنوح للخيال والذاتية ، وضمور التفكير العقلاني والواقعية والموضوعية ، وما يصاحب كل ذلك من تهور و تسرع في إصدار الأحكام ، وعدم التفكير في عواقب الأفعال.

فانها  لاتختلف  ايضا عن مفهوم (اليسار

الطفولى) الذي يشير الى ظاهرة تصيب العمل  السياسي لشخصيات سياسية تنتمي الى احزاب  إيديولوجيه.

 بالعودة الى  كتاب (اليسار الطفولي )، نجد الى انه يشير الى (وقوع بعض اعضاء الاحزاب الايدلوجية في الاستهتار بالحسابات الدقيقة لموازين القوى ،والعوامل المؤثرة في البيئة العامة، باعتمادهم على الحماسة الذاتية المفرطة كموجهة للعمل الثوري والنضال من أجل التغيير).

وهذا الآمر لايختلف كثيرا عن ظاهرة المراهقة الشخصية والمراهقة السياسية كما نعتقد، لذا علينا البحث عن اسباب الوقوع في مرض اليسار الطفولي و المراهقة السياسية في وقتنا الحاضر والتي نلخصها كما يلي :

١-  انعدام أو ضعف الخبرة السياسية .

٢-النزعة الفردية ،الانانيه لدى البعض  من الحزبيين ، نتيجة لعوامل متعددة.

٣- ردود الأفعال الذاتية والعاطفية، التي تحل محل الأفعال الموضوعية والعقلانية والتي تنتج عن عوامل متعددة ايضا.

ان العمل على التخلص من ظاهرة اليسار الطفولي والمراهقة السياسية تتطلب مايلي :

١- ضرورة ان تعمل الاكثرية   المرتبطة بالشرعية الحزبية على رفض هذه الظواهر باشكالها  المختلفة .

٢- التنبيه  إلى خطورة هذه الظواهر  كجزء من الدور  النقدي ومبدأ النقد والنقد الذاتي .

٣- ضرورة التركيز والتثقيف على ان  النضج السياسي الذي لا يتحقق  تلقائيا ، بمجرد  مرور الزمن على المنتمي الى الحزب الثوري، بل ياتي عبر  الالتزام بشروطه هذا الالتزام عبر  عدم التسرع في إصدار الأحكام والقرارات، والالتزام بالعمل الجماعي، واستشاره ذوى الخبرة ، والاعتراف بالأخطاء والمسارعة إلى تصحيحها.

٤- وضع ضوابط  ، تكون محل توافق بين الجميع أو الاكثرية الحزبية لمواجهة هذه الظواهر .

٥- العمل على النهوض بالعمل الثقافي (الثقافة الحزبية )من خلال الانشطة الثقافية المعروفة . 

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي