خواطر حول الحوار بين الانا والآخر / بقلم دكتور يوسف مكي
خواطر حول الحوار بين الأنا والآخر د. يوسف مكي يطرح كثير من المهتمين بالشأن العام، موضوع تقصير الكتاب والمبدعين العرب، في الحوار والانفتاح على الأخر، وينسب الكثير من سوء فهم الغرب، لقضايا العرب المصيرية لهذا التقصير. إن الحوار مع الآخر، من وجهة النظر هذه، هو السبيل لتغيير ذلك، بما يخدم مصالح الأمة، أو على الأقل، تحقيق قدر مقبول من التفهم لمصالحها. في هذا الاتجاه، تحظر جملة من الخواطر، حول الأنا والأخر... أولى هذه الخواطر، إن المجتمعات الإنسانية، ليست كتلا هلامية. إن التقسيم الحاد بين "الأنا" و"الاخر" يفترض، تجانس كل قطب من أقطاب المعادلة على حدة، وتنافر هذا القطب مع الأخر. وهذا في واقع الأمر، تبسيط وفصل تعسفي، ينقصه الوعي بوجود تناقضات ومصالح وتوجهات مختلفة بالمجتمع الواحد، وأن الأمر لا يمكن وضعه في كفة ميزان واحدة عند كل طرف. فهناك على سبيل المثال، نسبة كبيرة، من الأوروبيين، تتعاطف مع القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، فوق تراب وطنهم. وحين قامت إدارة الرئيس بوش عام 2003 باحتلال العراق، أصدر مثقفون أمريكيون بارزون، بيانهم الشهير ...