وصـل الـكـابـتـن الـبـريـطـاني فـرنـسـيـس راودن تـشـسـني الى العراق عام 1831م.
وصـل الـكـابـتـن الـبـريـطـاني فـرنـسـيـس راودن تـشـسـني الى العراق عام 1831م.
في مهمة للتـأكّـد مـن صـلاحـيـة الـمـلاحـة في نـهـر الـفـرات بـنـفـسـه. بـفـتـح طـريـق مـن بـريـطـانـيـا إلى الـهـنـد مـروراً بـنـهـر الـفـرات.
وكـانـت الـحـكـومـة الـبـريـطـانـيـة وشـركـة الـهـنـد الـشّـرقـيـة تـحـاولان إيـجـاد طـريـق مـبـاشـرة لـنـقـل الـمـسـافـريـن والـبـضـائـع نـحـو الـهـنـد الـبـريـطـانـيـة، وتـحـاشي الـدّوران حـول أفـريـقـيـا والـمـرور بـرأس الـرّجـاء الـصّـالـح. فغـادر دمـشـق مـع قـافـلـة عـبـر الـبـاديـة إلى مدينة عـنـة.
وانـطـلـق مـن عـنـة مـع مـصـاحـبـيـه نـازلـيـن نـهـر الـفـرات عـلى كـلـك ثـمّ عـلى مـركـب مـحـلّي ثـمّ عـلى سـفـيـنـة انـكـلـيـزيـة صـغـيـرة، إلى أن وصـلـوا إلى الـقـرنـة.
وقـد اقـتـنـع تـشـسـني بـعـد أن أكـمـل نـزولـه عـلى نـهـر الـفـرات بـصـلاحـيـتـه لـلـمـلاحـة. وكـتـب بـذلـك تـقـريـراً أرسـلـه إلى الـحـكـومـة الـبـريـطـانـيـة في عـام 1833.
وأراد أن يـكـمـل دراسـتـه لـمـشـروعـه بـتـنـظـيـم حـمـلـة اسـتـطـلاع عـلـمـيـة لـيـثـبـت إمـكـانـيـة مـرور سـفـن بـخـاريـة ضـخـمـة عـلى نـهـر الـفـرات لـنـقـل الـمـسـافـريـن والـبـضـائـع.
وبـعـد أن نـظّـم مـا لا يـعـد ولا يـحـصى مـن الـلـقـاءات والإجـتـمـاعـات ونـشـر كـثـيـراً مـن الـمـقـالات والـتّـقـاريـر، إسـتـطـاع تـشـسـني عـام 1835، الـتّـأثـيـر عـلى أعـضـاء الـبـرلـمـان في لـنـدن، ونـال مـسـانـدة الـكـاتـب الإنـكـلـيـزي الـشّـهـيـر تـومـاس بـيـكـوك Thomas L. Peacock لـلـوصـول إلى ذلـك. وصـوّت الـبـرلـمـان عـلى تـمـويـل حـمـلـة لـمـسـح مـجـرى نـهـري الـفـرات ودجـلـة ودراسـة إمـكـانـيـات الـمـلاحـة فـيـهـمـا، وخـصـص لـهـا خـمـسـة وعـشـريـن ألـف بـاونـد. ووافـق الـمـلـك ولـيـام الـرّابـع عـلى دعـم الـحـمـلـة.
وصـنـعـت سـفـيـنـتـان بـخـاريـتـان في إنـكـلـتـرة، نـقـلـت قـطـعـهـمـا مـجـزأة مـن أنـطـاكـيـة إلى مـيـنـاء ولـيـام الّـذي أنـشـأ عـلى الـفـرات، وشـيـدّ لـه حـصـن لـيـحـمـيـه. وفـيـه جـمّـعـت الـسّـفـيـنـتـان. ونـزلـتـا في آذار 1836 نـهـر الـفـرات بـصـعـوبـة وبـبـطء تـخـلـلـتـهـمـا أحـداث وكـوارث. فـقـد تـسـبـب إعـصـار في أضـرار في الـسّـفـيـنـتـيـن، وأغـرق سـفـيـنـة “دجـلـة” و 22 مـن ركّـابـهـا. ووصـلـت سـفـيـنـة “الـفـرات” وحـدهـا إلى شـطّ الـعـرب، بـعـد أن قـضـت ثـلاثـة أشـهـر لـنـزول الـنّـهـر.
وقـد أكّـد الـكـابـتـن تـشـسـني في رسـالـة وجـهـهـا لـلـحـكـومـة الـبـريـطـانـيـة عـلى نـجـاح الـحـمـلـة في مـهـمـتـهـا لاسـتـطـلاع مـجـرى نـهـر الـفـرات والـتـوصـل إلى صـلاحـيـتـه لـلـمـلاحـة الـبـخـاريـة. ولـكـن حـمـلـة اسـتـطـلاع أخـرى عـام 1841 وجـدت أنّ صـعـوبـات كـثـيـرة تـعـيـق اسـتـعـمـال الـفـرات كـطـريـق تـجـارة، مـنـهـا كـثـرة سـدود الـرّي وانـخـفـاض مـسـتـوى مـيـاهـه في الـصّـيـف …
وتـلاشى حـلـم فـرنـسـيـس تـشـسـني نـهـائـيـاً عـام 1869م عـنـدمـا فـتـحـت قـنـاة الـسّـويـس، وأهـمـل الـبـريـطـانـيـون فـكـرة فـتـح طـريـق نـهـر الـفـرات نهائيا.
الصورة لفرنسيس رودن تشسني هو كولونيل وملاح ومستكشف بريطاني.
Reacties
Een reactie posten