عالم ساحر في متناقضاته نزار السامرائي ربما يحتاج الموضوع الذي سأضعه بين يدي القرّاء الكرام مقدمة موجزة قد تثير شيئا من الدهشة لديهم . من يعرفني فهو يعرفني ومن لا يعرفني، فأنا عربي الأصل عروبي التوجه قومي التفكير بعثي الانتماء، أؤمن بالتنوع الفكري والسياسي، ولكنني أؤمن أيضا بأن الإسلام السياسي ألحق ضررا فادحا بالإسلام لم يلحقه به ألدّ أعدائه منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا، وهذا الحكم بالنسبة لي قاطع لا يستطيع كائن من كان أن يقنعني بخلافه . وتتساوى عندي في هذا الحكم الأحزاب والحركات والمنظمات الإسلامية الشيعية والسنيّة على حد سواء، ولم تفعل ذلك بالإسلام فقط بل أفسدت الحياة السياسية بعقد وخلافات يعود تاريخها إلى بداية نشوء الدول التي أعقبت الخلافة الراشدة، بل يذهب كثير من الشيعة إلى أنها تعود لواقعة السقيفة، وخاصة أولئك الذين تأثروا بما طرحه الكليني والطوسي والطبرسي والأحاديث التي لفقوها ونسبوها لأئمة التشيع، وما أدخله الصفويون على الإسلام من بدع حتى تحولت مع كثرة الترديد الببغاوي والجهل المركب إلى مسلّمات وكأنها هي العقيدة الإسلامية وما عداها فيُنظر إليه على أنه ...