سر سعادة الانسان 2..... بقلم ابو فهد
سر سعادة الانسان 2
أبو فهد
قيل قديما أن (القناعة كنز لايفني ) ، فسر البعض هذه المقولة تفسيرا
دينيا منطلقين من القدرية والجبرية والسؤال هل يكون الإنسان في هذه الدنيا
مخيرا أو مسيرا؟ وتوصل البعض إلى نتيجة
جراء هذا التفسير تقود إلى ضرورة
الاستسلام إلى القدر (الذي انكتب على الجبين لازم تشوفه العين) ، وبالتالي لا
ضرورة للعودة إلى متابعة رواية (الشيخ والبحر ) للكاتب
الأمريكي إرنست هننغواي الذي قيل أن
المعنى الأساسي فيها هو (صراع الإنسان مع قدره)، التفسير الديني يمنح الإنسان
السعادة عبر القدر والجبري ويجنبه الشعور
بالألم ، (الإنسان مسير وليس مخير)،
ولأنني لست فقيها دينيا ولا ادعي ذلك فإني افسر مقولة (القناعة كنز لايفنى)،
منطلقا من قول الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس رحمة الله عليه الذي قال (اعرف نفسك)، ومعرفة النفس كما أرى
تبداء من معرفة الهدف والامكانية على تحقيق هذا الهدف ،فليس من المنطق أن يكون هدف
الإنسان أي إنسان خارج حدود امكانيته
العقلية والجسدية والنفسية، وهذا الأمر
يذكرني بالمثل العراقي الذي يقول (مدد رجلك على كد غطاك )، فسره أبناء العراق بما ينسجم مع إمكانيات
الإنسان المادية (الفلوس)، لكني افسر هذا المثل على أساس الهدف والامكانية الذاتية
على تحقيق الهدف ، وأهداف الإنسان تختلف فمنها ماهو خير ومنها ماهو شرير ،ومن
الطبيعي أن أكون منحاز إلى الهدف الخير ولأني أنتمي إلى مدرسة تأسست على الأهداف
الخيرة، وفي هذا المقام أتذكر أيضا أستاذي
في علم النفس الدكتور أبو طالب في سؤاله (هل استطيع ان اكون طيار عسكري واتقدم
لدورة في قيادة القوة الجوية
العراقية وانا بهذا العمر؟).
الإمكانية
ياسادة وعمر الإنسان وطاقته هي من يحدد أهدافه الخاصة والعامة ، الأهداف التي
تتناسب مع اامكانياته وطاقته ، الأهداف
الواقعية التي تحقق فتحقيق أهداف الإنسان هو السر بسعادته كما أرى .
الفلاسفة
الوجوديون لديهم مقولة تقول (الألم الوجودي)، (انا أتألم إذن انا موجود)، وتفسير
ذلك أن الإنسان يتألم اذا ظهرت معوقات تحول بينه وبين تحقيق أهدافه .
نصيحتي لنفسي أولا ولأي انسان
قريب أو بعيد ان يكف عن التفكير بأن يكون
طيارا مقاتلا لاسيما من يمتلك إمكانيات محدودة وقد بلغ من العمر عتيا، الأمر الذ سيمنحه السعادة التي تقود حتما إلى معرفة نفسه ومعرفة
المحيط من حوله وبالتالي التصالح مع نفسه ومع المحيط الذي هو موجود فيه.
معرفة النفس تقود الى معرفة الهدف وهي أساس الثقة بالنفس ومن يثق بنفسه
ويحترمها يثق بالآخرين ويحترمهم والعكس صحيح.
Reacties
Een reactie posten