الغباء في قراءة التاريخ بقلم د ـ فالح حسن شمخي


الغباء في قراءة التاريخ

د ـ فالح حسن شمخي

ان البعض من المشتغلين في العمل السياسي ، والبعض من رجال الدين يرتكبون خطأ جسيما في قراءة التاريخ القديم والمعاصر، على الرغم من ان قراءة  التاريخ وفهمه مسالة بسيطة لاتحتاج الي جابر ابن حيان التوحيدي او انشتاين.

ارتكب ادولف هتلر الزعيم النازي الالماني خطا جسيما عندما هاجم الروس في عقر دارهم ايام الشتاء ، وهو يعرف جيدا ان نابليون بونابارت القائد الفرنسي الشهير قد ارتكب نفس الخطا قبله ، والغريب ان الفاصلة الزمنية بين الاثنين قصيرة جدا.

الحال هذا يتكرر مع الحكومات التي تتهم شعوبها التي تخرج رافعة الصوت عارية الصدور ،احتجاجا على التعسف والظلم وفقدان الكرامة والشعور بالاغتراب ، بنفس الاتهامات وهي عبارة عن اسطوانة مشروخة مقرفة تتكرر {خونة ، عملاء ، مندسين ، تحركهم اجندات مشبوهة ...الخ} ، الغريب ان هؤلاء الحكام قد درسوا التاريخ ،  لكنهم لن يفهموه جيدا كما يبدو ، حتى التاريخ الحديث جدا والذي حدث قريبا في مصر وتونس والسودان والجزائر ، هذه الحكومات ومن يقف وراءها من مرجعيات دينية لاتعي ولاتعرف ان النتيجة الحتمية التي سوف يواجهونها لاسيما في العراق ولبنان هي نفس النتيجة التي واجهها مبارك وابن علي والبشير والحاشية المحيطة بهم ، سوف لن تنفعهم جيوشهم المدججة بالسلاح ومرتزقتهم الرديفة لهذه الجيوش .

ان الذي نراه اليوم من تصريحات يطلقها العامري والجزائري وتابعيهم في العراق تتناغم وتنسجم وتتشابه  مع مايطرحه حسن نصر الله وحاشيته في لبنان في دفاعهم عن حكومات هزيلة ، عميلة ، طائفية ،  رهنت مقدرات شعوبها للاجنبي ، الاجنبي الذي يحتقرهم و هو ايران الدولة باطماعها الفارسية الامبراطورية  التي ابتلينا بها كعرب  منذ الاخمينين وكورش الى يومنا هذا ، ايران التي لاتقاتل بشعبها الفارسي بل توكل المهمة لاعراب تابعين لها ، لاتقاتل بشعبها لانها تعرف ان شعبها لايقوى على مواجهة  شعب عربي ذو باس شديد ، شعب جرعهم السم .

ماتقدم هو دليلنا على غباء الحكومات و القادة والمشتغلين بالسياسة الذين لم يتعضوا بالحوادث التاريخية التي مرت والتي تمر الان ، لان قدرهم والحتمية التاريخية  قد ساعدت على ان يفقدوا البصر والبصيرة ، فهم حتما الى زوال لان الشعوب هي الباقية .

اما رجال الدين في العراق ولبنان  من الذين تفوقوا في غبائهم في التعامل مع الاحداث ومع التاريخ  ، قيؤكد بما لايقبل الشك بانهم يعيشون خارج الزمن والتاريخ وهنا اذكر بحدثتين الاولى :

زيارة السيستاني الى لندن لغرض العلاج عندما كان التيار الصدري يقاتل المحتل الامريكي بدعم لوجستي من الفلوجة وعشائرها ، وعودته الميونة جوا الى البصرة ،  وبرا من البصرة الى النجف بحماية الطائرات الامريكية ، اليوم وفي خضم الحدث الجلل الذي ادى الى استشهاد شبابنا في العراق ، فان السيستاني يغادر العراق الى لندن من اجل العلاج ايضا ، ياسبحان الله،  يشتد به المرض عندما تشد ثورة الشعب ، انتظروا قدومه الميمون بالتعليمات.

والحادثة الثانية هي :

اشتراك مقتدى الصدر في تظاهرات الشباب العراقي الثائر الذي خرج من الاحياء التي قتلها الجهل والمرض والفقر والتي اتبعته معتقدة ،  انه يسير على خطى ابيه ،حيث تمكنت من اجتياز حواجز المنطقة الخضراء ودخلت قاعة مايسمى بالبرلمان العراقي ، لكن مقتدى الذي تكررت زياراته الى ايران ولبنان خذلهم بثمن بخس ،  يفكر مقتدى  بالمشاركة بالثورة الشعبية يوم 25/10/2019 ، بعد ان شعر بابتعاد اتباعه عنه نتيجة مساوماته المتكرر ، معتقدا بانه سيجر هذه الثورة الى نفس النتيجة السابقة ، هنا نقول له توقف واتعض فالتاريخ الذي يكتبه شباب العراق اليوم هو مختلف عن التاريخ الذي متيته و تفكر في كتابته ، تذكر ابن العلقمي ومن هو على شاكلته.

 

























Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي