دوامة مفرغة وخلفها زوابع ... ا.د . كاظم العبودي
دوامة مفرغة وخلفها زوابع
ا.د
. كاظم العبودي
عشنا الايام
الثلاث الاخيرة نتسمع اخبار اختطاف، ثم
تحرير السيدة الالمانية المخطوفة خلال
فترة زيارة الكاظمي لطهران ، ثم يفاجأ الجميع باكتشاف مكان اختطافها بكل تلك
السهولة غير المتوقعة كسابقاتها .
وهكذا علينا
نتوقع مرحلة التضليل والتطبيل بانغام جديدة
! خاصة حول مصير الناشطة الالمانية " هيلا ميفيس".
وهكذا على حكومة واجهزة حكومة الكاظمي
مهمة اخراج الخبر واخراجه والتخلص من
الاحراج حول قضية التعامل مع المليشيات
المتمردة بلعبة لي الاذرع الفارسية من دون كسر او جبر .
ما عرف ببغداد منذ الوهلة الاولى ومن
خلال صور سيارات الخاطفين وهي تتابع خط سير الناشطة الالمانية وتلاحق دراجتها بثلاثة ايام قبل خطفها ، وكذلك تواجدهم في قلب المنطقة الامنية بشارع
ابي نؤاس وهم يعرفون الفاعل المتوقع للعملية الغبية من مليشيا "كتائب سيد
الشهداء" لصاحبها ( ابو الولاء
الولائي )، وكانت الصور تصل تباعا الى اجهزة امن الكاظمي خلال متابعة اشار اليها
معترفا المجرم حاكم الزاملي في حديثه عن الموضوع لقناة الشرقية راسما بدقة مسار سيارات الاختطاف.
بعدها اعلن عن وجود الضحية المختطفة في
مقر عصابة ابي الولاء الواائي بالرصافة (
البلديات ) !!!
وحسب توارد
الانباء انه تم اعتقال 7 من الخاطفين من
بينهم امرأة، زوجة احد الخاطفين ! .
عودة الى اجواء
واخبار اليومين الماضيين تثير الكثير من التساؤلات المريبة حيث وجهت العديد من
الرسائل المبكرة الى اطراف عدة:
اولها ان عملية الخطف كانت من بنات
افكار حزب نصر الله البيروتي ، فهو بحاجة الى فرك أذن المانيا التي داهمت مقراته
واعتقلت عدد من عناصره الاوربية، وكما هو
معروف ان الحزب خبير في اتمام صفقات المقايضة مع دول اوربية واسرائيل خاصة بما
يسمى " تبادل الاسرى" خلال غزله الباطني وتنسيقه مع اسرائيل.
هذه المرة
استهدفت المانيا في بغداد ولكن حكومة
ميركل لم يهتز لها جفن، وهي اليوم ليست في
موضع التوسل لا لدى طهران او عصابة بيروت .
ثانيا: تحركت بعض من وسائط اعلام العصابات نحو التضليل
بان الخطف يقع ضمن دائرة الصراع بين الشركات العالمية الكبرى المستعدة لبناء مصانع
انتاج الكهرباء في العراق وخاصة شركة سيمنس الالمانية وجنرال الكتريك الامريكية
وهاتان الشركتان الهامتان لاتفكران بطريقة
مؤامرات عقل الذباب الالكتروني الطائفي في العراق؛ خاصة وان عصابات بيروت لحزب الله هي من اذرع طهران تعيش وضعا حرجا وفي أسوء
اوضاعها وعي لايمكنها اخفاء السيدة المختطفة ونقلها واللعب والمناورة باخبارها؛ خاصة بعد ان اصبح المجال الجوي السوري
واللبناني عاجزا تماما و غير قادر على حماية حتى مرور الطائرات الايرانية في اجواء
الشرق الاوسط، حيث لوحقت الطائرة
الايرانية من طائرتين حربيتين اسرائيليتين في وضح النهار لتثير الرعب في ركابها
ولتوجيه رسالة واضحة وصريحة الى مركز طهران والى كل اذرعها الشرق اوسطية
ومليشياتها من ان اللعب الخفيف والخطف والفهلوة في الشارع انتهى دوره؛
وقضية نفوذ طهران بات صفحة من ماضي وحاضر بغيض يجب ان تنطوي والى الابد.
وهنا اعطيت
الاشارة لاجهزة الدولة المالكية العميقة بان خطف الالمانية هيلا ممفيس سوف لا يحرج سوى حكومة الكاظمي
المهتزة، والحائرة بلحيتها الصهباء ، بين
عبث "حانه ومانه" في بغداد
والتي تحتاج هي الاخرى لتأكيد بعضا من
مصداقيتها ووعيدها الأجوف باستعادة السيدة الالمانية المخطوفة، كما اعلن عن ذلك السيناريو في نسخة مهلهلة
ضعيفة الاخراج.
الكل يتخبط في
المتاهة ولا بد من نهاية لوقت مستقطع سوف لن يمدد للعابثين بأمن العراق والمنطقة؛ ومثل هذا العبث سيكون سيفا قاطعا على رؤوس كل
البلداء والمتبلدين تحت ثقل عمائم السوء؛
وخاصة في عراق ثوار تشرين .
وان غدا لناظره
قريب.
Reacties
Een reactie posten