الاخلاق طريق الثوار / بقلم ..د - فالح حسن شمخي
الاخلاق طريق الثوار
د - فالح حسن شمخي
الأخلاق
كمفهوم فلسفي ومصطلح لغوي قد تناوله الفلاسفة بالشرح والتحليل، وكذلك تناوله علماء
اللغة وعلماء الاجتماع بما يتناسب ودراساتهم بهذا الشأن، الرسائل التي وصلتنا عبر
هؤلاء العلماء تقول إن الأخلاق (نسبية من حيث الزمان والمكان) ، وان ما يعتبره شعب
من الشعوب ، أو أمة من الأمم من المسلمات الأخلاقية في زمان ومكان ما، قد لا
يعتبره شعب اخر كذلك في مكان و زمان أخر،
فالأخلاق والمفاهيم الأخلاقية التي تتعامل وتعمل بموجبها الشعوب الأوربية هي ليست
كذلك بالنسبة للشعوب الأسيوية، وقد يصل الاختلاف بينهما حد التناقض الحاد الذي
يقود إلى صراعات مختلفة، وهناك من يقول إن بعض المفاهيم الأخلاقية لا تخضع لقاعدة
النسبية وهذه المفاهيم هي الشجاعة، الإخلاص، الأمانة…الخ، فهي مفاهيم وقيم مطلقة
في نظر الكثير من الشعوب ، و التصور الذي يرى المطلق فيما ذكرنا اعلاه ، بحاجة إلى إعادة نظر من وجهة نظري الشخصية
فالوفاء والإخلاص والأمانة وكذلك الشجاعة لم تعد لها نفس الدلالة في زمن الهيمنة
الأمريكية على حياة الشعوب والأمم، فالغزو الأمريكي الإمبريالي للعالم ومنه غزوه
لامتنا العربية والإسلامية وبالخصوص العراق وفلسطين.
ان من
اول اولويات الهيمنة الامريكية والصهيونية ومن ثم الايرانية ، هي قيادة حملة شرسة
لتغير المفاهيم الأخلاقية حتى تلك التي
نتصوره انها مطلقة وبما يتناسب مع مفاهيمهم وبما ينسجم مع شعاراتهم البراقة ومنها تصوراتهم الى (الشرق
الأوسط الجديدة) وعبر خطتهم التي أطلقوا عليها تسمية (الصدمة والترويع).
الأخلاق
كما نراها ، هي ليست تعبيرا إنشائيا ولا
تندرج تحت أي من التصورات الفلسفية التي تقسم منظومة الأفكار والاتجاهات إلى ما هو
مادي وما هو مثالي والمعروف إن الغوص بالمادية والمثالية وأيهما اسبق في الوجود
سيقودنا إلى جدال طويل وربما عقيم، فالأخلاق التي عرفناها والمنشورة في الكثير من
ألادبيات ، تعني ما يرتبط بالسلوك اليومي
للبشر أي ارتباطها بالواقع الحي المتحرك وبالتحديد هي نمط السلوك الفاضل في مجتمع
معين، فرفض الواقع الفاسد والنضال لتحقيق مجتمع افضل وفق تصور علمي يعتمد الإنسان
كغاية ووسيلة، يناضل من اجل التخلص من الغش والخداع والوصولية…الخ يعتبر من صلب
الأخلاق، والأخلاق التي نتمناها هي أوسع من أن تكون برنامجا سياسيا واكثر من أن
تكون أسلوبا أو وسيلة لتحقيق مبادئ حركة او تجمع ، إنها النفس الصافية، المتجاوزة
لكل ما هو خسيس وجبان ومتعفن، إنها سلوك يعتمد القيم الأخلاقية التي عرفها أسلافنا
ونشروا رسالة الإسلام من خلالها إنها، انها الإخلاص، التضحية، الشجاعة، التواضع،
نكران الذات في سبيل الغاية السامية، الالتزام، إنها السلوك الفاضل، هذه هي
الأخلاق من وجهة نظرنا والتي تربينا عليها.
الاخلاق
هي التماسك والتراحم والتكافل والتضحية بالنفس في سبيل المبادئ السامية ، الاخلاق
هي الصدق وحسن المعاملة ، هي الترفع عن الصغائر وهي تقديم الصراع الاكبر على
الصراع الاصغر ، هي عدم اللهاث وراء الاشياء الثانوية ، هي حفظ اللسان والعفو عند
المقدرة ، هي :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ
مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
وهي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ
الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب
بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
وهي : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ
مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا
لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ
اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا
عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
Reacties
Een reactie posten