ملف من الحقد الفارسي التاريخي على العراق بجميع قومياته .. سيروان انور بابان

ملف من الحقد الفارسي التاريخي على العراق بجميع قومياته ..

سيروان انور بابان

بعد سنة من  انتهاء الحرب العالمية الاولى عام ١٩١٨ ، انعقد مؤتمر السلام الدولي في تشرين الثاني / نوفمبر ١٩١٩ في فرساي / فرنسا والهدف منه احلال السلام في العالم بعد الحرب التي حرقت التخضر واليابس وراح ضحيتها الملايين ودمر العالم كله  ،

ومن بين ماتم طرحه في هذا المؤتمر ترسيم حدود الكثير من الدول الحديثة والتي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية ، ومنها المناطق العربية والكردية في اسيا وافريقيا  ومناطق اخرى في اوربا واغلبها كانت تحت النفوذ العثماني .

لكن الغريب الذي طرح في هذا المؤتمر ،الطلب او الورقة التي تقدم بها الوفد الذي كان يمثل المناطق تحت حكم النفوذ الفارسي والتي خضعت اغلبها للهيمنة الروسية ،وتعاونت ايضا مع قوات بريطانيا التي احتلت الخليج العربي  والعراق وسوريا ومصر وفلسطين والشام كله.

وبعد ان قدمت الوفود المشاركة اوراقها ،

جاءت ورقة الوفد الفارسي بمطالب غريبة لاتحمل سوى حقد استعماري قديم يرتبط باحتلالهم القديم للعراق ومناطق عربية اخرى وكوردستان .

وقدمت الورقة وفيها مطلب رئيسي هو تعديل وترسيم حدودهم الغربية !!!!!،

واعتبرت ان حدودها الحالية غير عادلة ،وكانت قد جاءت بهذا الطلب مستغلة الاوضاع الغير طبيعية التي تعيشها المنطقة من جانب والاهم من ذلك تعتبر نفسها انها وصية على النجف وكربلاء !!! 

واعتبرت ان حدودها الحالية جاءت بسبب نزاعات تأريخية طويلة مع الدولة العثمانية وماقبلها  .وطالبوا بضم : 

اراضي آسيا الصغرى حتى نهر الفرات على ان تشمل جميع اراضي كردستان تقريبا وصولا الى حدود تركيا الحالية .

وكانت قد وضعت في حساباتها انها تستلم ادارة الحكم في مناطق العراق كله واستلامه من بريطانيا واستندت على ذلك لتعاونها مع الاستعمار البريطاني في ملفات مختلفة اثناء الحرب العالمية الاولى وماقبلها  وكذلك لاعتبارات تاريخية قديمة اثناء التعاون ضد الدولة العثمانية  .

بل اعتبروا ان بقاء العراق تحت حكم الانتداب البريطاني هو اضطهاد للشعب العراقي المسلم!!!  والذي يعتبرونه ضمن اجنداتهم بانه جزء من امبراطوريتهم  العنصرية المهزومة منذ القادسية الاولى وماقبلها ايضا .

ويبدو ان المحادثات التي جرت بين الروس والبريطانيين هي التي شجعت على ان يطرح الفرس هذه المطالب ،بعد ان كانوا يعتبران ان النجف وكربلاء يرتبطان عقائديا بالشيعة وفق مبدأ ان ايران شيعية ،هكذا وضع الفرس الصورة لدى الحلفاء لمحاولة اقناعهم ..

السخرية من مطالب الوفد الفارسي الايراني.

اثارت المطالب الفارسية دهشة المؤتمرين واثارة السخرية لديهم مما دفعهم لعدم مناقشتها اصلا وعدم تقديم الورقة ضمن جلسات المؤتمر ،رغم التأييد اللوبي اليهودي الامريكي لمطالب الوفد الفارسي .!!!

وكان قد قال فيها المندوب البريطاني في العراق السير ( بيرسي كوكس ) ..

( ان هذه المطالب والادعاءات قدمت في وقت كانت الحكومة الايرانية لاتستطيع فيه الاشراف على اراضيها اصلا ).

وعندما نربط بين الحاضر والماضي وعلاقات النظام الفارسي مع جميع دول الحلف انذاك وكذلك في العقود مابعد ١٩٧٩ وجلب خميني للسلطة ومطالبته باسقاط النظام العرلقي، ولاجل تمديد ثورته المزعومة على ارض العراق لاتختلف عن تلك المطالب القديمة والتي سقطت وتجرع بعدها كاس السم امام السد المنيع للقوة العراقية.

وتكررت الحالة بعد تعاون النظام الايراني مع اللولي الصهيوني الامريكي والبريطاني ويعيد التاريخ نفسه عام ٢٠٠٣ وليتم احتلال العراق  ويدفع الاحتلال بالنظام الايراني عبر مرتزقته للسيطرة على الحكم في العراق وسمحت امريكا ومن معها لذلك على مدى العشرين سنة الماضية ومازالت ووصلت ايران بارهابها وبدعم الاحتلال ليس لنهر الفرات فحسب بل تجاوزت لذلك بوصولها للبحر المتوسط باحتلالها وسيطرتها على سوريا ولبنان و تاسيس معسكرات للارهاب في العراق وباقي الدول واتخذت من بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وجنوب العراق والنجف وكربلاء امتدادا لارهابها .

وتوغلت في كردستان ومناطق النفوذ في محافظة السليمانية وكذلك في بعض مناطق محافظة ديالى..

لقد سمح المحتل الامريكي للنظام الايراني بتحقيق مطالبه التي تقدم بها في مؤتمر فرساي عام ١٩١٩ والتي رفضت انذاك لكنها كانت مدعومة من اللوبي اليهودي الامريكي..

مطامع الفرس لاتنتهي بذلك بل طموحها الارهابي الوصول الى مناطق اوسع ولو سمح لها بالكامل ان تحكم لارتكبت مجازر ابادة جماعية لجميع القوميات العربية والكردية والتركمانية ،وتنهي وجود العرب الشيعة قبل غيرهم بمجزرة يذكرها التاريخ ،وان وصلوا الى مصر سيبيدونها تماما ..

هذا هو الحقد الفارسي التاريخي ،ليس له علاقة بدين او طائفة ....

هل مازال هناك من يتصور ان ايران ونظامها هو اسلامي ،،فهو واهم ، فانه نظام فارسي قومي ارهابي تاريخه مشهود بالمجازر الارهابية لشعوبنا...

لكن التاريخ يسجل كل شيء ، وسياتي اليوم الذي تنتهي فيها اطماع الفرس الى الابد وسيكون ذلك على ايدي العراقيين ايضا ، هذا هو التاريخ...

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي