خطورة العشائرية والمناطقية على الاحزاب الثورية / بقلم د- فالح حسن شمخي

 

خطورة العشائرية والمناطقية على الاحزاب الثورية

د- فالح حسن شمخي

سؤال مشروع ، مالذي سيحدث اذا تسللت القيم والمفاهيم الطائفية والعشائرية والمناطقية الى نسيج الاحزاب الثورية ؟

ان الانتماء للاحزاب الثورية يعني تجرد الإنسان من امراض الطائفية والعشائرية والمناطقية ، نعم هي امراض اجتاحت النسيج الاجتماعي العربي ومزقته شر ممزق ، والان نرى انها تتسلل الى نسيج الاحزاب الثورية التي تأسست على أساس محاربة هذا الدرن والمرض بالاضافة الى الامراض الاخرى .

ان الانتماء للاحزاب الثورية يعني خلع الرداء العائلى والقبلى والطائفي لصالح الرداء الأكبر ، الرداء الجامع والموحد ، الرداء الوطني والقومي والانساني وخلاف ذلك يعني الخراب والفناء لهذه الاحزاب ، مثلما حدث ويحدث الان في اقطارنا العربية للنسيج المجتمعي وحتى الحكومي القطري .

أن ارتداد الانسان عن قسمه الذي اقسمه وهو ينتمي لحزب ثوري ، وارتداده عن السمة الانقلابية على الذات وحصر نفسه فى نفق  الانتماء العشائري والمناطقي المظلم ومحاولات إحلال الهوية العشائرية والانتماء القبلى وعلاقات القربى والمحافظة والقضاء والناحية والقرية محل الهوية الوطنية والقومية والثورية هو فى الحقيقة دفع باتجاه العودة الى عصر التخلف والانحطاط والجاهلية وقتل الوطن والمواطنة والانتماء القومي والحزب الثوري الذي انتمى اليه.

فالولاء العشائري والمناطقي  هو نقيض الانتماء للوطن والامة وللقضايا المصيرية  الكبرى ، وبعيد عن نظرية المؤامرة ، نقول ان للمحتل (المستعمر ) الاجنبي العالمي والاقليمي ومن خلف الستار الصهيونية العالمية دور في تفشي هذه الامراض في مجتمعنا العربي وهي من يغذيها ويوظفها  عبر مراحل تاريخية مختلفة ، والاهداف واضحة ومعلومة ، ومن هنا فعلى كل من ينتمي لحزب ثوري ان يعي هذه الحقيقة ويعود الى نفسه وقسمه والاهداف الكبرى التي آمن بها وعمل على تحقيقها ودفع ثمن هذا الايمان ، وينقلب على الطائفية والعشائرية والمناطقية ، هذا ان كان ايمانه حقيقي ، ولنا اسوة حسنة في الرعيل الاول من المسلمين ومن العلامات والرايات البارزة في الاحزاب الثورية.

ان النكوص والعودة الى العشائرية والمناطقية يقود الى:

١-  التراجع في اداء المنتمي للاحزاب الثوري لمهامه الوطنية والقومية ، وبالتالي بقاءه على الانتماء الحزبي فيه ضرر بالغ .

٢-  تدني سيطرت الاحزاب الثوريةً على اعضائها ، وبروز ظاهرة التكتل التي تقود الى ايقاف العمل بالدستور والنظام الداخلي لهذه الاحزاب وبالتالي تعطيل العمل على انجاز المهام .

٣ - سيطرة الأعراف العشائرية على التشكيلات الحزبية الثورية تقود  الى تفكك مكونات هذه الاحزاب وتحويل ولائاتها المتعارف عليها والتي منصوص عليها في الدستور والنظام الداخلي الى ولاءات عشائرية ومناطقية وطائفية .

٤- سيادة العشائرية والمناطقية والطائفية وفكرها على التشكيلات الحزبية  يعزز تغول البعض من انصاف المثقفين  ويساهم في تقسيم الحزب الثوري الى جماعات متناحرة ويعطي الفرصة للعدو بالانقضاض على الحزب واجتثاثه من الجذور .

نحذر من المخاطر المشار إليها اعلاه والتي ستنعكس على الكفاح الوطني والقومي للاحزاب الثورية ، وستؤدي الى تراجع هذه الاحزاب عن دورها في قيادة النضال الجماهيري الذي نراه ينتشر على امتداد الارض العربية .

المطلوب هو التعاون على طريق ادانة الظواهر العشائرية والمناطقية والطائفية ، وان لايسمح لتسللها  باي شكل من الاشكال الى النسيج الحزبي ، وان تدعو الى العودة الى السفر الخالد والبناء التنظيمي والفكري الرصين وعبر النقاط التالية:

١ – العمل على إعلاء القوانين الحزبية والحد من تفشي الأعراف العشائرية والمناطقية والطائفية حتى وان كانت بالهمس.

٢ – التأكيد على وحدانية المؤسسات الحزبية الشرعية ووفق التسلسل الحزبي ، والتي تاخذ على عاتقها مهام الحفاظ على وحدة الحزب التنظيمية والفكرية والحد من تسلل النزعات العشائرية والمناطقية و الطائفية الى صفوف الحزب لاسيما القواعد الحزبية .

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي