مارد الشباب العربي ينهض من بين الركام / بقلم .. د- فالح حسن شمخي
مارد الشباب العربي ينهض من بين الركام
د- فالح حسن شمخي
في عصر الانحطاط والهزيمة وفي ظل هذا النفق المظلم الذي بدى للبعض ان لا نهاية ولا ضوء فيه ، وفي ظل هرولة البعض من العرب في استجداء امريكا والكيان الصهيوني نتيجة تغول دول الاقليم وفي مقدمتها دولة الولي الفقيه وتصدير الثورة الخمينية وانتشار الذيول احفاد العلقمي وابو رغال على ارضنا العربية ، تبرز معطيات جديدة تشير إلى أن ماحدث في وطننا العربي خلال الأعوام المنصرمة هو الاستثناء وليس القاعدة ، فالقاعدة التي اصبحت حقيقةً على الارض في العراق وفلسطين وباقي الاقطار العربية ، تؤكد على ان الشباب العربي ينهض كطائر العنقاء من بين الركام ، معتمدا في ذلك على طاقته وحيويته من جهة وعلى عمقه التاريخي الحضاري البطولي الثوري الذي تشكلت منه هذه الامة المجيدة عبر مسيرتها النضالية من جيل الى جيل من جهة اخرى ، امة اتصفت كما نرى بما يلي:-
1- الأمة العربية هي أمة حية لاتموت وهذه المقولة يجب أن تكون من المسلمات التي يؤمن بها كل من نهض ليدافع عن قضاياها عبر ممارسة العمل النضالي الثوري.
2-التاريخ العربي يؤكد بأن عصور الانحطاط والاحتلال الكارثية التي مرت على أمتنا العربية عبر تاريخها الطويل ، كانت حافزا للتغيير و منطلقا لثورات غيرت مجرى التاريخ .
فرسالة السماء التي حملها العرب على سبيل المثال ، خرجت من مجتمع عربي ، كان جاهليا ، عانى الانحطاط أكثر من الانحطاط الذي نعانيه الآن ولفترة طويلة . فالاقتتال والغزوات والضعف والتبعية بالتالي للروم والفرس كانت على أشدها وكلنا يعرف حرب داحس والغبراء وحكاية البعير الاجرب وغيرها من الاحداث التي تؤكد ذلك.
3- لا يخفى ان المجتمع العربي مازالت فيه بعض سمات البداوة أو ان ثقافته لا تخلو من القيم البدوية وبالتالي تنعكس هذه الثقافة باللاوعي على افراد هذا المجتمع وبالتالي تجعل منه إنسانا شجاعا ، شهما ينتخي ويهب للدفاع عن نفسه وارضه وعرضه وماله بشراسة الأسود عندما يجد نفسه محاصرا من قوى تريد اذلاله واستعباده ، وهو هنا يتحرك وفق نظرية رد الفعل الفيزيائية وهذا ما شخصه في بعض جوانبه مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون، وليس بعيدا عنا ما قاله الدكتور المرحوم على الوردي عن مجتمعنا العربي والعراقي في هذا المجال وفي كتابه ( البداوة) .
4- ان حراك الشعب (الشباب ) العربي في كل مكان وفي المقدمة فلسطين والعراق ، يؤكد أن الحديث عن استسلام هذه الامة هو محض هراء وجزء من الحرب النفسية التي تشنها القوى المعادية لتطلعاتنا في الحياة الحرة الكريمة وذلك من خلال استهداف معنويتنا وبث اليأس والقنوط في نفوسنا .
ان الحراك الشعبي والتصدي البطولي لكل قوى الشر والعدوان و الهيمنة الاجنبية والفساد والتخلف في هذه الايام ، يؤكد بأن هناك ضوء في نهاية النفق المعتم وان خيوط شمس الحرية تحاك بالايادي العربية الشبابية الشجاعة المخلصة.
وان هذه الايدي هي امل الامة في صناعة حاضرها ومستقبلها وهي النور الذي يهدي طريقها مهما اشتدت حلكة الظلام.
Reacties
Een reactie posten