السبي الثقافي ام سبي الهوية العراقية..بقلم الاستاذ فاروق سلوم

السبي الثقافي ام سبي الهوية العراقية*


بقلم الاستاذ فاروق سلوم .

استعملت اللغة في العراق منذ 2003 لأهداف التسقيط والمحو و الأقصاء . ومثلما كان صعبا بناء المشروع السياسي عبر الخطاب المتحيّز الذي شهدناه ، فقد ظهر العراق بدون اي مشروع اجتماعي او تربوي او ثقافي لولا محاولات فردية في البيئة الثقافية من مجموعات او شباب يحاولون الأمساك بما تبقى لتكريس المشروع الثقافي العراقي .. 

اننا بأمس الحاجة لتأسيس ستراتيجية التواصل بأعتبار ان اللغة هي بيئة حوارنا الثقافي المتنوع ؛ ضمن مفهوم "الأختلاف ثراء وقربى وهوية مشتركة" 

وبالرغم  مما تتعرض له اللغة العربية ضمن لغات الثقافات الأخرى لتحديات التقنيات الحديثة والرقمنة والرمزية في التخاطب ، الا ان اللغة بمفهومها الصوتي والحروفي تظل معيارنا للهوية الثقافية والوطنية .

اللغة هي منظور حي لوجودنا وللعالم ويتأكد ذلك عندما تتخلص الثقافة من الأيديولوجيا السياسية والدينية ، لتصبح وسيلة لكشف الخير والجمال في كل مقاربة عبر اللغة التواصلية الصافية ؛ غير المتحيزة .

اللغة التي استعملت في التخاطب والمنازعات والأقصاءات في بلادنا ، بدت وكأنها دون علاقة بالمجتمع الذي يمتلك تاريخا من ثقافة القبول بالتنوع  والتواصل والمناقشات والتسويات في كل مجال.

ظهرت اللغة وكأنها وسيلة عدوانية تسهل الأقصاء فقط

ولذلك اختصر القول ان اللغة وسيلة اظهار الجمال والخير والمعنى في الحياة وبهذه الطريقة اسجل رسالة الدعوة الى التواصل عبر لغة ثقافتنا التي تبني الطمأنينة والوضوح واليقين في طريق بناء مشروعنا الثقافي بعيدا عن كل نزاع متفجر يكرس الفرقة ويبدد عناصر بقائنا السياسي والثقافي


اللوحة للفنان Muayad Muhsin Muhsin

Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي