المصور الصحفي المبدع علي عيسى ، المكنى ابو جمال ../بقلم الفنان شهاب احمد

المصور الصحفي المبدع علي عيسى...

المكنى ابو جمال ..


بقلم الفنان شهاب احمد 



من مواليد بغداد عام ١٩٥٤.دخل عالم التصوير الفوتوغرافي كهاوي من بدايات سبعينيات القرن الماضي عندما كان يعمل مع خاله في استديو .سبورت.  للتصوير الفوتوغرافي  والواقع في منطقة باب الشرقي قرب مكتبة النهضة المعروفة سابقا. وكان من الاستديوهات النشطة والمشهورة في حينها . كان يتنقل حاملا كاميرته الفوتغرافية ليصور فيها معالم بغداد التراثية والتأريخية وجمال الطبيعة على نهر دجلة الخالد ويأخذ صور شخصية لأهل بغداد الطيبين وكان حاضرا في الحفلات والأفراح يشاركهم احتفالاتهم من خلال كاميرته الفوتغرافية ..حتى سنحت له الفرصة ان يتعين في دائرة السينما والمسرح في عام ١٩٧٧ بعد ان عرفه الجميع كمصور فوتوغرافي ناجح ومبدع فأخذ على عاتقه بتصوير وأرشفة أعمال الفرقة القومية للتمثيل في داخل العراق  ومشاركاتها خارج العراق وكذلك الأفلام السينمائية التي تنتجها الدائرة وكذلك اللوحات الراقصة للفرقة القومية للفنون الشعبية فأصبح المصور الصحفي الأول في الدائرة لكونه يتمتع بحس فني وذوق جمالي مميز في اختيار اللقطات والزواية للصور الفوتوغرافية حتى أرسلته وزراة الثقافة للدراسة في المانيا الغربية وحصل على الدبلوم العالي في التصوير الصحفي عام ١٩٨١ .وبسبب نشاطه الإبداعي المتواصل اقام عشرات المعارض للتصوير الفوتوغرافي تمثل النشاطات والفعاليات المسرحية والسينمائية داخل العراق والمشاركات في المهرجانات المسرحية والسينمائية  العربية.. كما كان له الدور الريادي الكبير في أرشفة الصور الشخصية للفنانين الرواد من المسرحيين والسينمائين وأصبح لكل فنان عند السيد علي عيسى  ألبوم خاص  يوثق  سيرته الفنية من خلال اعمالهم الفنية المسرحية والسينمائية... فأصبح عدد  المعارض الفوتغرافية التي صورت النشاطات الفنية المسرحية والسينمائية

 والتي اقامها خلال عمله في دائرة السينما والمسرح..مايقارب  التسعين.. معرضا.. كان آخرها المعرض الفوتوغرافي الرقم ٩٠ والذي بين فيه ألاعمال والنشاطات المسرحية الماضية ماقبل الاحتلال  والمعاصرة بعد الاحتلال والذي أقيم في بناية مسرح الرشيد الجديد بمناسبة افتتاحه من قبل السيد وزير الثقافة  والذي كان قد تعرض للحرق والسرقة عام ٢٠٠٣ وقد تم  اعادة تعميره وتأهيله مؤخرا بجهود ذاتية من دائرة السينما والمسرح وبأشراف مديرها العام السيد أحمد حسن موسى .وقدكان للسيد عيسى الدور البطولي والشجاع عندما تمكن من الحفاظ على الأرشيف الصحفي الفوتغرافي  وانقاذه  من ركام دائرة السينما والمسرح التي تعرضت للحرق والسرقة  خلال الغزو الأمريكي لبغداد عام ٢٠٠٣ ..

ونتيجة لنشاطاته الكثيرة التي استمرت لأكثر من خمسين عام من الإبداع في التصوير الصحفي فلقد حصل على الكثير من الجوائز التقديرية العيينة والمالية وشهادات الشكر والتقدير  وتكريمه بالدروع الفنية من قبل وزارة الثقافة والمنظمات الجماهيرية والمؤتمرات الثقافية  والمهرجانات العراقية الفنية والعربية .وعلى سبيل المثال فلقد حصل على جائزة أفضل مصور صحفي من مؤسسة عيون للثقافة والفنون العراقية عام ٢٠٠٩..

علي عيسى عضو نقابة الصحفيين العراقية وعضو نقابة الفنانين العراقية وعضو جمعية المصوريين العراقية . وقد كان له الفضل الكبير في تصوير وأرشفة ندوات النقد السينمائي التي كانت تقام بعد العروض السينمائية داخل العراق وخارجه.  وكذلك يحتفظ بارشيف ثمين جدا من الصور.الشخصية والفنية لمئات الفنانين الرواد والمعاصرين..اتمنى من وزراة الثقافة التي خدمها لخمسين عاما من العمر ان تؤلف كتاب عن نشاطات هذا المصور الصحفي المبدع وان تحتضن ارشيفه الصحفي خوفا عليه من الضياع مع تقادم الزمن ...كما اتمنى من نقابة الفنانين العراقية متمثلة بالسيد النقيب جبار جودي ان تتبنى مشروع اصدار كتاب عن نشاطات السيد علي عيسى يتضمن الحفاظ على أرشيف الفنانين واعمالهم الفنية ونشاط دائرة السينما والمسرح والفنون الشعبية لكي يكون وثيقة تاريخية للاجيال الحاضرة والقادمة ولأشقائنا العرب من المسرحيين والسينمائيين والمثقفين.. 

.الان هو متقاعد عن الوظيفة بسبب السن القانوني للتقاعد وقد اورث عمله التصوير الصحفي لأبنائه بعد ان تتلمذوا على يديه .

تحياتي لهذا المبدع الذي حفظ للأجيال المعاصرة والأجيال القادمة تأريخ الاجيال الماضية والراحلة ... 

الذي دفعني إلى أن اكتب معلومة ولو بشكل مختصر عن هذا الفنان المبدع لأنني رافقته وزاملته واطلعت على نشاطه الإبداعي عن كثب عندما كان زميلي في قسم السينما  دائرة السينما والمسرح والذي كان ينسب كمصور صحفي للأفلام السينمائية التي  تنتجها الدائرة والتي شاركت انا في بعض منها كمخرج ومدير إنتاج ومونتير...ومن خلال تواجده معنا في مواقع التصوير 

 وجدته خلوقا يعمل بصمت نشطا لا يكل ولا يمل..متابعا أحداث الفيلم بكاميرته التي يجتهد بها في اقتناص اللقطة الفعالة في العمل ..  ولأنه يملك ارشيفا من الصور  الفوتغرافية بالاسود والأبيض والملون اردت من خلاله التنبيه إلى جهده المخلص في الحفاظ على هذا الارشيف الفوتغرافي الذي يعتبر ثروة وطنية ارشف لألاف الصور  لفترة زمنية  امتدت لأكثر من خمسين عاما..

مع التحيات

١٨ نيسان ٢٠٢٢








Reacties

Populaire posts van deze blog

قراءة في كتاب ٤٠ عاما مع صدام حسين لمؤلفه نديم احمد الياسين / بقلم / سلام الشماع

اصل تسمية بغداد

العرب الاقحاح وهستيريا نجاح الفارسي بقلم الدكتور فالح حسن شمخي